وأيضًا أولئك الذين "عذبوا ولم يقبلوا النجاة، لكي ينالوا قيامة أفضل "، أولئك الذين "طافوا في جلود غنم وجلود ماعز، معتازين مكروبين مذلين، "تائهين في براري وجبال ومغائر وشقوق الأرض، "وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم" ( عب 11: 35-38). هؤلاء كلهم كانوا مشهودًا لهم بالإيمان (عب 11: 39). في كل هذا يعطينا الكتاب معنى واسعًا لكلمة الإيمان. ومعلمنا القديس بولس الرسول يقول لنا في معنى الإيمان هذا: "الإيمان هو الثقة بما يرجى، والإيقان بأمور لا ترى" (عب 11: 1).
وعبارة أمور لا ترى هي عبارة واسعة جدًا، سندخل في تفاصيلها بعد حين إن شاء الله. ولكننا نقول كمثال:
أنت ترجو أشياء كثيرة بعد الموت.
ترجو حياة أخرى دائمة، وعشرة مع الملائكة والقديسين.
وترجو رؤية الرب في الفردوس.
وترجو القيامة من الموت بجسد روحاني غير قابل للفساد (1كو 15) .
وترجو النعيم الأبدي بعد القيامة العامة.
وأنت تثق بوجود كل هذه الأمور.
ثقة يقينية كاملة لا شك فيها، دون أن ترى من كل ذلك شيئًا.. إنه الإيمان.