المجمع الرسولي في أورشليم:
+ ووقف الجانبان وجهًا لوجه ينادي كل منهما بأنه مرتكن على وصية الله. فكيف الخروج من هذا المأزق؟ إن رب الكنيسة قد منح رسله الأطهار الحكمة والفطنة والرسوخ، وبنعتمه أصبح بولس الأداة العظمى لإتمام العمل اللازم لوجود الكنيسة الجامعة. فالكنيسة -في كل العصور- لم تكن محتاجه إلى مصارعين ذوي عزيمة فقط، بل احتاجت إلى جانبهم إلى أشخاص متزنين متعاطفين متبصرين. وهكذا تقرر أن يجتمع الكارزون كلهم في أورشليم. وبذلك عقدوا أول مجمع كنسي. وأسندوا الرياسة إلى يعقوب الرسول(1) بوصفه أسقف أورشليم، وكان يهوديًا عنيفًا. وتكلم بطرس أولًا فشهد كيف أن الله قد قبل الأمم مباشرة إلى حد حلول الروح القدس عليهم. وبعد ذلك نودي على بولس وبرنابا فسردا بالتفصيل عجب الله في الأمم وتفتّح قلوب هؤلاء الأمميين له. وليس من شك في أن بولس استخدم كل إمكانياته الروحية والذهنية في الدفاع عن حرية مجد أولاد الله.
+ أخيرًا وقف يعقوب وكأنَّى بالحاضرين قد حبسوا أنفاسهم انتظارًا لما سيقوله رئيس المجمع المعروف بانحيازه العنيف لليهودية. ويا لعجب عمل روح الله! فهذا الذي كان يستند إليه المنادون بالتهوّد قد أعلن صراحة بأن لا يثقلوا على الأمم بالختان! وهكذا انتهى نقاش المجمع بروح المحبة والتقدير المتبادل (أعمال 15: 1-35).