يرد في سيرة القديس زكريا بن قاريون، أن الأنبا موسى ذهب ليستقي ماءً من البئر فوجده هناك، فوجد زكريا يصليّ وروح الرب مستقرًا عليه مثل حمامة، فقال له يا أبتاه قل لي ماذا أصنع لأخلص؟ ولمّا سمع زكريا ذلك انطرح على وجهه إلى الأرض عند رجليه قائلًا: يا أبي لا تسألني أنا، فأجاب الأنبا موسى: صدقني يا ابني أني رأيت روح الله حالًا عليك ولذلك وجدت نفسي مسوقًا من نعمة الله لكي أسألك، فتناول زكريا قلنصوته ووضعها عند رجليه وداسها، ثم رفعها ووضعها على رأسه وقال: إن لم يصر الراهب هكذا منسحقًا فلن يخلص.وعند نياحة زكريا قال له أنبا موسى أي الفضائل أعظم يا ابني؟ فأجاب: على ما أراه يا أبتاه ليس شيء أفضل من السكوت، فقال له حقًا يا ابني بالصواب حكمت.