منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 07 - 2022, 05:57 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

ما هي متطلبات العناية الإلهية

ما هي متطلبات العناية الإلهية

تقوم عناية الله بالإنسان على طريقة أب يطالب ابنه بان يكون شريكا له في العمل. وهذه الشراكة تتطلب من الإنسان الثقة الكاملة والثبات في الأمانة:

ا) الثقة الكاملة

دعا السيّد المسيح تلاميذه في انجيل اليوم الى الثقة من خلال ستة مبادئ:

المبدأ الأول: لا يُهِمَّكُم لِلْعَيشِ

"لا يُهِمَّكُم لِلْعَيشِ ما تَأكُلون ولا لِلجَسَدِ ما تَلبَسون. أَلَيْسَتِ الحَياةُ أَعْظَمَ مِنَ الطَّعام، والجَسدُ أَعظَمَ مِنَ اللِّباس؟ أُنظُرُوا إِلى طُيورِ السَّماءِ كَيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولا تَخزُنُ في الأَهراء، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَرزُقُها. أَفَلَسْتُم أَنتُم أَثْمَنَ مِنها كثيراً؟ (متى 6: 25-26). إذا كان الربّ قد أنعم عليكم بالحياة الطبيعيّة، فهل يبخل عليكم بالطعام الّذي تطلبه هذه الحياة. إنّ الّذي وهبكم الأجساد لا يبخل عليكم بإطعام هذه الأجساد وسترها بالكساء. ومن أجل أن يوضِّح هذا المبدأ أقام من طيور السماء برهان على جودة الربّ وعنايته بالمخلوقات.

المبدأ الثاني: لماذا يُهمُّكُمُ اللِّباس؟

"لماذا يُهمُّكُمُ اللِّباس؟ إِعتَبِروا بِزَنابقِ الَحقْلِ كيفَ تَنمو، فلا تَجهَدُ ولا تَغزِل (متى 6: 28). واستمدّ الربّ يسوع من عالم النبات مثالاً لتعزيز المبدأ الثاني، فقال تأمّلوا زنابق الحقل". يذكر السيّد المسيح النتيجة الّتي يُتوّج بها بالزنابق، وهي أنّ الإنسان الخالد أفضل من الزنابق التي تهب عليها الريح فتزول. وهُي توجَدُ اليومَ وتُطرَحُ غداً في التَّنُّور.

المبدأ الثالث: فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟

"فلا تَهْتَمُّوا فَتقولوا: ماذا نَأكُل؟ أو ماذا نَشرَب؟ أو ماذا نَلبَس؟ فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هذا كُلِّه. (متى 6: 31 -32)."لا تهتمّوا ... ولا تقلقوا". لأنّه من شأن شعوب غير المؤمنة والذين ليس لديهم ثقة بالربّ ولا مطمح لهم في الوجود سوى أن يأكلوا ويشربوا وغداً يموتون. أمّا أنتم فتؤمنون بحياة خالدة لا نهاية لها تلي هذه الحياة الزائلة. فإذا كان الله قد أعطانا حياة الروح فهو كفيل أن يعطينا ما هو دونها، حياة الجسد، وما يحفظها ويصونها.

المبدأ الرابع: أَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هذا كُلِّه

"هذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هذا كُلِّه" (متى 6: 32). لا تهتموا لأنّ الربّ الإله أبوكم. فمن طبيعة الله كآب أن يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه. لدينا آب في السماء يُفكّر فينا أكثر بكثير من تفكيره بزنابق الحقل وطيور السماء. إذاً والحالة هذه، يكون قلقنا باحتياجاتنا الجسدية إهانة لأبينا، وإقراراً منا بضعف ثقتنا به. ما هو مطلوب منّا هو أن نقوم بكلّ ما في استطاعتنا للتعامل مع الشدائد، وأن نكل ما يتبقّى إلى العناية الإلهيّة.

نستنتج مما سبق ان يسوع يدعو الانسان ان يضع ثقته فيه تعالى، من خلال هذه المبادئ الواردة أعلاه؛ وما دام الله يعتني بالإنسان، يتوجب على الانسان ان يحيا في جو ثقة في الله. فالإنسان بحاجة الى ثقة في الله في مواجهته لمسئوليات الحياة ومخاطرها لكيلا يشله القلق، ولكي يثبت رغم التجارب، ولا يفقد الأمل في بلوغ هدفه. وهذا المطلب يقتضي سلم الأولويات. لذلك يقول الرب " فَاطلُبوا أَوَّلاً مَلَكوتَه وبِرَّه تُزادوا هذا كُلَّه" (متى 6: 33). من يثق بالله عليه ألا يضع الأولوية في الاكل والشرب واللبس والحاجات المادية التي وعد الله ان يمدهَّ بكل ما يلزم حياته، بل عليه ان يتكل عليه تعالى والله لا يهمل من يتكل عليه.

المبدأ الخامس: لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد

لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه (متى 6: 34). وهناك تحديات يريدنا الله ان نواجها خاصة القلق. والقلق يجعل الفرد منقسماً في داخله، ويشغل كلّ أفكاره ويؤثّر سلبيّاً في أسلوب معاملته للآخرين، وبالتالي ان قلقنا بالغد يعرقل جهودنا لليوم ويُقلل من قدرتنا على الاتكال على الله "أُنظُرُوا إِلى طُيورِ السَّماءِ كَيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولا تَخزُنُ في الأَهراء، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَرزُقُها. أَفَلَسْتُم أَنتُم أَثْمَنَ مِنها كثيراً؟" (متى 6: 26)، والقلق يضر ولا يفيد ويدل على عدم الثقة والايمان بالله. فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إِلى هذا كُلِّه" (متى 6: 32).

وان الحياة يوما بيوم، تحفظنا من ان يضنينا القلق "لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه" (متى 6: 34). حسن ان نصرف وقتا في التخطيط للغد ولكن من الخطأ ان نعتمد على طرقنا دون الاتكال والثقة بالله الذي خلق الكون ويحبنا، ويعلم ما نريد، وما نحتاج اليه. أمَّا الوقت الذي نصرفه في القلق على الغد، فهو وقت ضائع. فالتخطيط يستلزم تفكيرا مقدماً في الأهداف والخطوات وجدولة ذلك مع الاتكال على إرشاد الله.

وباختصار يقول لنا صاحب المزامير: "فَوَضْ إِلى الرَّبَ طَريقَكَ وتَوَكَّلْ علَيه، وهو يُدَبّرُ أَمرَكَ " (مزمور 37: 5). وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول: "وإِنَّنا نَعلَمُ أَنَّ جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَ الله " (رومة 8: 28، ولن يستطيع أي شيء أن يفصل المؤمن عن محبة الله له في ربنا يسوع المسيح كما يصرّح بولس الرسول "وإِنِّي واثِقٌ بِأَنَّه لا مَوتٌ ولا حَياة، ولا مَلائِكَةٌ ولا أَصحابُ رِئاسة، ولا حاضِرٌ ولا مُستَقبَل، ولا قُوَّاتٌ، ولا عُلُوٌّ ولا عُمْق، ولا خَليقَةٌ أُخْرى، بِوُسعِها أَن تَفصِلَنا عن مَحبَّةِ اللهِ الَّتي في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا"(رومة 8: 31-39). تلاميذ المسيح يعلمون على مَن اتكلوا (2 طيموتاوس 1: 12).

المبدأ السادس: الثقة بالله لا بالمال

"ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال." (متى 6: 24).كشف يسوع هنا للبشر أبوة الله لهم، وما تتطلب عنايته الإلهية، وذكّر يسوع بضرورة الاختيار منذ البداية، الاختيار بين كنوز الأرض وكنوز السماء. بين الله والمال، والمال يعني هنا قوة استعباد. ولا يمكن ان نخدم إلا سيداً واحداً، وإلاّ يجد الانسان نفسه مُمزَّقاً بين خدمة المال وخدمة الربّ. ومن هنا جاء قول الرب يسوع: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال" (متى 6: 24).

وتكمن تجربة الانسان الكبرى في خلق "إله" على قياسه ومزاجه يكون ند الله الاله الحقيقي والوحيد وهو إله المال حيث يصرف جلَّ وقته يفكر فيه، ويجعله في المقام الأول، ويهتم به أكثر من اهتمامه بخالق الأشياء ومُعطيها. وعندما يجد نفسه ممزقاً بين خدمة المال وخدمة الربّ يفقد الإنسان طُمأنينته. فالعلاقة مع الله لا تصحّ الا بثقة كاملة به. أمَّا إذا اتخذ الانسان المال كإله الذي يعطيه الأمان والحياة، عندئذ يستعبد المال الانسان فلا يصبح المال في خدمة الانسان، بل الانسان في خدمة المال. اذ يستملك المال على أفكاره وعواطفه ومشاعره وإرادته، فلا يعيش الانسان الاّ لهدف واحد وهو المال. وفي هذا الصدد يقول يعقوب الرسول "أَلا تَعلَمونَ أَنَّ صداقَةَ العالَمِ عَداوةُ الله؟ فمَن أَرادَ أَن يَكونَ صَديقَ العالَم أَقامَ نَفْسَه عَدُوَّ الله" (يعقوب 4: 4).

ان المال ليس إلها في ذاته، ولا هو شرّ نتجنّبه، فالمال جزء من الرزق إنّما يصير هكذا حينما يسحب المال القلب إلى الاهتمام به والاتكال عليه، فيفقده سلامه ويدخل به إلى ظلمة القلق. فيصبح المال سيد صعب ومخادع وذو قوة وسلطة ينتزع مكانة الله في حياتنا. إذ يجعل من يَعبده يتخلى عن الله وعن ضميره وأحبائه جاريا وراء المال لان "أحُبَّ المالِ أَصْلُ كُلِّ شَرّ، وقَدِ استَسلَمَ إِلَيه بَعضُ النَّاس فضَلُّوا عنِ الإِيمان وأَصابوا أَنفُسَهم بِأَوْجاعٍ كَثيرة" (1 طيموتاوس 6: 10). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " يُسمَّى حب المال سيدًا ليس بطبيعته الخاصة به، وإنَّما بسبب بؤس المنحنين له".

ويدعو الله الانسان ان يضع ثقته فيه تعالى ايضا في كل ما يتعلق بالتمييز بين الخير والشر (تكوين 2: 17). فالإيمان بالكلمة الإلهية معناه أن نختار بين حكمتين. والمطلوب منا أن نضع الثقة في حكمة الله، ونعدل عن الاعتماد على حكمتنا الذاتية كما يقول سفر الامثال "تَوَكَّلْ على الرَّبَ بِكُلِّ قَلبِكَ ولا تَعتَمِدْ على فِطنَتِكَ" (أمثال 3: 5)، لذا لا بد من الثقة بقدرة الخالق ضابط الكل، وبعنايته، لأن كل ما في السماء وعلى الأرض هو من صنع يديه (تكوين 1: 1). إنه يسهر على نظام العالم (تكوين 8: 22). ويضمن خصوبة الأرض (أعمال 14: 17)، ويطلع شمسه وينزل غيثه للجميع، أبراراً كانوا أم أشراراً (متى 5: 45)، ويُدبِّر كلّ شيء، بحيث يطلبه الجميع (أعمال 17: 24-28)، ويُسخِّر الشرّ في خدمة الخير كما اكّد يوسف ابن يعقوب " فالآن لم تُرسِلوني أَنتُم إِلى ههُنا، بَلِ اللهُ أَرسَلَني، يقول يوسف لأخوته(تكوين 45: 8) واردف يوسف قائلا "أَنتُم نَوَيتُم عَلَيَّ شَرًا، واللهُ نَوى بِه خَيرًا، لِيَهَبَ الحَياةَ لِشَعبٍ كَثير" (تكوين 50: 20).وبحسب أقوال "الحكماء" أيضاً " لِلإِنْسانِ إِعْدادُ القَلْب ومِنَ الرَّبِّ جَوابُ اللِّسان" (أمثال 16: 1). كما تقول الحكمة الشعبية " الإنسان في التفكير والرب في التدبير. فعقل الإنسان يسعى في تخطيط طريقه والرب يوجه خطواته.

ونجد صدى هذا الثقة في صلاة المزامير. إنّ الله الذي يتسلط على خلقه ويمنح له الخصب (مزمور 65: 7-14)، ويحفظ شعبه في كل شيء وفي كل حين (مزمور 121) وبدونه، باطل هو مجهود البشر وباطلة حراستهم "إِن لم يَبْنِ الرَّبُّ البَيتَ فباطِلاً يَتعَبُ البَنَّاؤون. إِن لم يَحرُسِ الرَّبُّ المَدينة فباطِلاً يَسهَرُ الحارِسون" (مزمور 127: 1). وهو، كراع صالح، يقود نعاجَه مطمئنّة إلى قلب الظلمات نحو السعادة (مزمور 23). فلا عجب أن صاحب المزامير يطلق نداءاته بثقة: " وأَنا بائسٌ مِسْكين السَّيِّدُ يَهتَمُّ لي" (مزمور 40: 18)، " وأَنا توكَّلتُ على رَحمَتِكَ " (مزمور 13: 6)، " أمَّا المُتَوَكِّلُ على الرَّبِّ فالرَّحمَةُ تَحوطُه " (مزمور 32: 10)، " فطوبى لِجَميعِ الَّذينَ بِه يَعتَصِمون" (المزمور 2: 12). والمزمور 131 هو التعبير الصادق عن هذه الثقة المتواضعة، التي سوف يعطيها يسوع كمالها الأخير.

ويعطي يسوع الثقة كمالها طالبا من تلاميذه ان يصلوا "يا أبانا، أُرْزُقْنا اليومَ خُبْزَ يَومِنا" (متى 6: 11)، وألاّ يقلقوا بالغد، ولا يخشوا على حياتهم، لاًن "أباكم يعلم " كل ما تحتاجون إليه وكل ما يحدث (متى 6: 25-34). وفي الواقع، ان يسوع يدعو تلاميذه للانفتاح كأطفال لعطية الله "مَن لم يَقبَلْ مَلكوتَ اللهِ مِثْلَ الطِّفل، لا يَدخُلْه"(مرقس 10: 15)، حينئذ ستكون الصلاة الى الآب السماوي على يقين من نيل كل شيء " اِسأَلوا تُعطَوا، اُطلُبوا تَجِدوا، اِقرَعوا يُفتَحْ لَكم. لأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ ينال، ومَن يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ له. فأَيُّ أَبٍ مِنكُم إِذا سأَلَه ابنُه سَمَكَةً أَعطاهُ بَدَلَ السَّمَكَةِ حَيَّة؟ أَو سَأَلَهُ بَيضَةً أَعطاهُ عَقرَباً؟ فإِذا كُنتُم أَنتُمُ الأَشرارَ تَعرِفونَ أَن تُعطوا العَطايا الصَّالِحَةَ لأَبنائِكم، فما أَولى أَباكُمُ السَّماوِيَّ بِأَن يهَبَ الرُّوحَ القُدُسَ لِلَّذينَ يسأَلونَه "(لوقا 11: 9-13).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العناية الإلهية
العناية الإلهية
العالم تصونه العناية الإلهية، إذ لا يوجد مكان لا تدركه هذه العناية
العناية الإلهية
ما هي العناية الإلهية؟


الساعة الآن 11:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024