البابا شنودة الثالث
فمديح النفس على درجتين.
درجة فيها يمدح الإنسان نفسه بما فيه فيظل يتكلم عن أفعاله المجيدة التي عملها وعن صفاته الفاضلة.
والدرجة الثانية فيها يمدح الإنسان نفسه بما ليس فيه فينسب آلي نفسه فضائل غير موجودة عنده، أو يذكر صفات جيده عنده يظل يبالغ ويكبر فيها، أو أن ينسب عمل غيره آلي نفسه،
مثال ذلك: اذا كنت مشتركا في عمل حسن فعندما تحكى الموضوع قد لا تقول أنك اشتركت في عمل جيد، ويكون ذلك مديحا لنفسك فقط.
بل قد تزيد قليلا وتركز كل العمل على نفسك، كأن كل الباقين الذين اشتركوا معك لم يكن لهم وجود ولا مجهود.
بل في بعض الأوقات يحدث أكثر من ذاك فأنت تنسب كمية كبيرة من العيوب آلي غيرك وتتهمهم بالتقصير أو الضعف وتخفى حقهم.
كأن تقول عن إنسان عن غير حق أنه لم يستطع أن يتكلم، وكان متلعثما حتى تضايق الناس منه، ثم تدخلت أنا وقلت الرد الصحيح.
معنى ذلك أنك كنت سيد الموقف وغيرك أخطأ. مثل ذاك الإنسان لم يمدح ذاته فقط بل مدح ذاته وشنع بالآخرين.