عداوة الأشرار ضد الأبرار:
"حنجرتهم قبر مفتوح، مكروا بلسانهم
سم الأفاعي تحت شفاههم.
أفواههم مملوءة لعنة ومرارة.
أرجلهم سريعة إلى سفك الدماء.
الانكسار والشقاء في سبلهم،
وطريق السلامة لم يعرفوها.
ليس خوف الله أمام أعينهم
أليس يعلم جميع عاملي الإثم" (الترجمة السبعينية).
لم يرد النص السابق في النص العبري، إنما في الترجمة السبعينية وبعض الترجمات المأخوذة عنها مثل النسخة القبطية؛ وهو يطابق ما ورد في (رو 3: 13-19).
لا يقف الشرير عند جهله الحكمة، وإنكاره وجود الله في حياته العملية وعدم طلب معونته ومشورته، وفساد أعمله، إنما يحمل شرًا تجاه أخيه، سرّه أن فمه صار أداة لعدو الخير، مملوء خداعًا، يحوّله إلى فم الحيَّة المملوءة سمًا ومقبرة لقتل الأبرياء ودفنهم، مع حب شديد لسفك الدماء وبغضة وكراهية، يعملون بلا مخافة الله متجاهلين ناموسه؟
عداوة الجهلاء ضد مؤمني الله موجهة إلى الله نفسه، لهذا تُعتبر إلحادًا عمليًا. إنهم يأكلون كنيسة الله بإغاظة القديسين وتعذيبهم وقتلهم دون سبب سوى أنهم رجال الله. "الذين يأكلون شعبي كأكل الخبز... هناك جزعوا خوفًا حيث لا خوف" [4، 5].
* خافوا لئلا يفقدوا المملكة الأرضية حيث لا حاجة إلى الخوف، وها هم يفقدون المملكة السماوية التي كان يليق بهم أن يخافوا فقدانها.
لقد تحقق ذلك في أيام السيد المسيح، فقد تآمر الكل ضده، حاسبين أنه بوجوده يفقدون سلطانهم وكرامتهم وغناهم... وقد سأله بيلاطس إن كان هو ملك...؟ أما رب المجد يسوع الذي صار لأجلنا مسكينًا فأعلن أن مملكته ليست من هذا العالم.
ما حدث مع السيد المسيح يحدث دومًا مع الكنيسة المسكينة التي لا تطلب مجدًا في العالم فيظنها العالم أنها تسحب أمجاده. على أي الأحوال فإن خطط الحمقى ضد اخوتهم المساكين يغضب الله نفسه، ولا يكون للأبرياء المظلومين ملجأ غير الله نفسه.
يحاول الأعداء أن يأكلوا أولاد الله ويلتهموهم، هؤلاء الذين يدعون "المساكين"، لكن الله يتجلى في وسطهم خلال الضيقة ويعلن عن حلوله وسكناه في وسطهم. "لأن الله في جيل الأبرار" [5].
بسبب مضايقات الأشرار يدعى أولاد الله بالمساكين، لكن المخلص نفسه الغني صار فقيرًا لكي بفقره أي ببرّه يغنيهم. قد يضحك ألشرار على المساكين، لكن إلى حين، إذ يصير الله نفسه ملجأ المساكين!