يسوع الذي تجلَّى على الجبل وشعّ منه النور ليس المسيح الاله فحسب، بل المسيح الانسان أيضا. فالمسيح صورة الله وصورة الانسان. لذا يقول بولس الرسول "ونَحنُ جَميعًا نَعكِسُ صورةَ مَجْدِ الرَّبِّ بِوُجوهٍ مَكشوفةٍ كما في مِرآة، فنَتَحوَّلُ إِلى تِلكَ الصُّورة، ونَزدادُ مَجْدًا على مَجْد، وهذا مِن فَضْلِ الرَّبِّ الَّذي هو روح" (2 قورنتس 3: 18).
فالتجلي هو دخول بالنفس إلى تذوّق الحياة الأبدية، لترى يسوع قادمًا في ملكوته، معلنًا أمجاده الإلهيّة وهي بعد في الجسد. فيُعد التجلي نوعا من الشعور المسبق للمجد في حياة يسوع على الأرض، هذا المجد الذي انبا بان الابرار سيتمتعون به في آخر الازمنة في ملكوت الآب (متى 13: 43)، لان يسوع يمتلك هذه المجد منذ الآن" فَعايَنوا مَجدَه"(لوقا 9: 32). فالتجلي يضيء النور على مصير الانسان البار.