"ذهَبَ إِلى نَواحي صُورَ وصَيدا" فتشير الى خارج حدود إسرائيل، وهي دعوة لجميع الأمم الوثنية إلى الملكوت حيث ان للأمم نصيبا في مجيئه وإن كانت خدمته الأرضية لليهود خاصة (متى 15: 24: 26). ومن خلال هذه الدعوة كسر الحلقة العنصرية. أمَّا عبارة "نَواحي صُورَ وصَيدا" فتشير الى مدينتين حيث كانت صور وصيدا من أشهر الموانئ على ضفاف البحر الأبيض المتوسط لسوريا الواقعة على الحدود الشمالية لفلسطين، وهما من أعظم المدن في فينيقية وهي ارضٍ وثنية فيها مزيج من السكان: يهود وأغلبية وثنية، كما عُرفت صور وصيدا بالثراء وازدهار التجارة والعلاقة الطيِّبة مع إسرائيل أيام داود الملك (2صموئيل 11: 2)، ولكن بالرغم من هذه الميزة غرقت المدينة في الشر والفساد ، وللمدينتين هنا معنى لاهوتي أي الامم الوثنية التي سيكون لها نصيب في بشارة يسوع خلال حياته على الارض ولم تنتظر الرسل ليُبشروها. ويُحدِّد انجيل مرقس يقول ان يسوع لم يدخل صور وصيدا، إنما وصل حددوهما (مرقس 7: 24)؛ تمّ تبشير الوثنيين في جهة الغرب، وفي جهة الشرق مع الرجل الممسوس في الجراسين على ضفاف بحيرة طبرية (مرقس 5: 1). وأعلن يسوع ان مسؤولية مدن صور وصيدا الوثنية هي اقل من مسؤولية المدن حول بحيرة طبريا، لأنها كانت دوما تسمع بشارته وتشاهد عجائبه قائلا: "الوَيلُ لَكِ يا كُورَزين! الوَيلُ لَكِ يا بَيتَ صَيدا! فلَو جَرى في صُورَ وصَيدا ما جرى فيكُما مِنَ المُعجزات، لَتابَتا تَوبةً بِالمِسِح والرَّمادِ مِن زَمَنٍ بَعيد. على أَنِّي أَقولُ لكم: إِنَّ صُورَ وصَيدا سيَكونُ مَصيرهُما يَومَ الدَّينونَةِ أَخفَّ وَطأَةً مِن مَصيرِكما" (متى 11: 21-22).