رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فالتَفَتَ يسوعُ وانتَهَرَهما. تشير عبارة "انتَهَرَهما" إلى تعنيف يسوع يعقوب ويوحنا بسبب رغبتهما الانتقام من القرية، لكن يسوع رفض طلبهما، وان كانت علة طلبهما جيدة وهي محبتهما له، لكن يسوع وبِّخًهما مذكرا إياهما "ِأَنَّ ابْنَ الإِنسانِ جاءَ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه" (لوقا 19: 10)؛ يسوع لا يرضى بأضرار الجسد ولا الانتقام. إنه طويل الأناة، ينتظر توبة الجميع في الوقت المناسب، لان الحقيقة تتسرب إلى قلب البشر ببطء. وبالفعل قَبلت السامرَّة الإيمان فيما بعد (أعمال الرسل 8: 5-25). ويُعلِّق يوحنا الذهبي الفم بقوله "من يقبل الإيمان عن خوف سرعان ما يتركه، أما من يقبله خلال الحب فيثبت فيه". وروح الانتقام والإفناء والقتل هي من سمات الشر وليس من روح الله القدوس الذي يسكب المحبة في قلوبنا. لان يسوع جاء يضم الجميع ويغفر ويُرحِّب. وهكذا حرَّم يسوع هنا الاضطهاد الديني. ويعلق المجمع الفاتيكانيّ الثاني "لا نستطيع أن ندعو الله أبا الجميع إذا رفضنا أن نسلك اخوياً تجاه الناس المخلوقين على صورة الله (تكوين 1: 27). فعلاقة الإنسان بالله الآب وعلاقته بإخوته البشر مرتبطتان إلى حد أن الكتاب يقول: "مَن لا يُحِبّ لم يَعرِفِ الله لأَنَّ اللّهَ مَحبَّة" (1يوحنا 4: 8) "بيان حول علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحية"، العدد 5). ويضيف بعض المخطوطات كلمات يسوع " لا تعلمان من أي روح أنتما". تشير هذه العبارة إلى اعتقاد التلميذين ما أتياهما من محبتهما للمسيح وغيرتهما لمجده، لكن المسيح حكمَ أنه من باب الانتقام طلب التلميذين خراب القرية، ونسيا أنه يجب على التلميذ أن يكون كمعلمه من اللطف والعفو بعيدين عن الانتقام "لا تُقاوِموا الشِّرِّير ..." (متى 5: 39-44). والجدير بالذكر أن يوحنا الرسول رجع إلى السامرة بعد مدة وأظهر روحا خلاف ذلك قاصدا أن يمنح السَامريِّين البركات الروحية (أعمال الرسل 8: 25). |
|