نؤمن أن الثالوث القدوس لاهوت واحد، لأن الله متكلمٌ حيٌّ لم يَزَل. فإذا قلنا الله فإنما نقول: الآب والابن والروح القدس؛ لأن الخواص لا تزيد عن ذلك ولا تنظم أقل من هذه، ولا نكون أيضاً مع ذلك نعبد ثلاثة آلهة، لئلا نكون كالوثنيين الذين يقولون بكثرة الآلهة، ولا نكون أيضاً كاليهود الذين يجحدون كلمة الله وروحه...
وهذا ذكرناه باختصار عن الثالوث القدوس، هذا الذي كان رمزاً في كتب الأنبياء، وظهر الآن بالتجسُّد العجيب (لابن الله).
فنقتصر الآن من هذا ونرجع إلى ما تكلَّمنا فيه أولاً، وهو شرف هذا العيد المجيد، أعني البارقليط المعزِّي، روح القدس المتكلِّم في الناموس العتيق والأنبياء الأطهار، المذكور ببيان في التوراة والأنبياء، كما هو مكتوب في بدء سفر الخليقة:
«في البدء خلق الله ذات السماء وذات الأرض، وكانت الأرض خالية خاوية، وكانت الظلمة غاشية وجه الغمر، وروح الله يرفُّ على المياه» (تك 1: 1-3)...