ان الغفران يكمن في ان يشعر المُساء إليه نحو المُسيء ويسلك معه كأنه لم يسئ إليه. ويجب على المُسيء ان يسال المغفرة كما طلب المسيح "وإِذا خَطِئَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ في اليَوم، ورجَعَ إِلَيكَ سَبعَ مَرَّاتٍ فقال: أَنا تائِب، فَاغفِرْ له" (لوقا 17: 4) وحينئذ يُجيب على المُساء إليه بالمغفرة، ولكن إذا لم يطلب الغفران لا يجوز للمُساء اليه ان يحقد عليه او يقصد الانتقام منه بل يجب ان يشفق عليه ويسعى في خيره كما علَّمنا يسوع في مثل السامري الرحيم (لوقا 10: 30—37).
الغفران بحد ذاته هو تحررٌ من الماضي، إنه يصنعُ بداية جديدة، حيث أنك تجدُ نفسك تمد يدك مُصافحاً المسيء إليك قائلاً: "لن اسمحَ لما فعلت أن يقف عثرة في الطريق، أو أن يفرق بيننا، لن اقيد نفسي بسلاسل الماضي، بل سأتحرر منها، حيث أن رباط الحب أقوى مما حدث"، فالغفران أمرٌ جميلٌ ولكنه ليس سهل المنال، حيث ينبغي على المرء أن يتجاوز عقباتٍ كثيرةٍ قبل أن يستطيع أن يغفر ويصفح.