لمَثَل وَليمة المَلِكٍ تطبيق تاريخي حيث ان يسوع يدعو الشعب اليهوديّ في شخص ممثّليه الرسميين إلى وليمة العرس، الى عيد الخلاص وما سيحمل معه من فرح. فرفض، فجرّ عليه رفضُه الكارثة. إذ يروي هذا المثل رداً على الشكوك التي أثارتها مخالطته للخطأة والعشارين لدى الفريسيين (الأتقياء) والكتبة (اللاهوتيون) ورؤساء الشعب الدينيّون (الكهنة)، فهؤلاء لم يدركوا أهمية دعوة الله فلم يلبُّوا الدعوة. وكشف المثل ان الرفض يمنع النعمة عن الابرار. عندئذ قبل الله، بدلاً منهم، العشارين والخطأة والزناة والوثنيين، لأنهم انفتحوا على نداء يسوع وتبعوه طوعًا (لوقا 15: 1-2). ومن هنا تتعدّى دعوة الله كل الحدود الاجتماعية والدينية. كلنا مدعوون الى وليمة الرب، كل الذين على ملتقى الديانات والحضارات، كل الاشرار والاخيار كما جاء في نبوءة أشعيا: " وفي هذا الجَبَلِ سيَضَعُ رَبُّ القُوَّات لِجَميعِ الشُّعوبِ مَأدُبَةَ مُسَمَّنات مَأدُبَةَ خَمرَةٍ مُعَتَّقَة مُسَمِّناتٍ ذاتِ مُخٍّ ونَبيذٍ مُرَوَّق" (أشعيا 25: 6).
حينئذ امتدت الدعوة إلى عابرين لم يكن شيء يهيّئهم لمثل هذا الامتياز. يمثّل هؤلاء العابرون صغار القوم داخل الشعب اليهوديّ (الخطأة، العشّارون). كما يمثلون المسيحيين الذين دعوا كلهم لكي يدخلوا إلى الملكوت. نجد في هذا النصّ سخاء الربّ وبرّه وتأكيدًا مطلقًا لمجانيّة عطائه تجاه تفكير الخصوم الذين يستندون إلى استحقاق أعمالهم. وإن التضاد بين المدعوين المتوقَّع ان يأتوا ويرفضون تلبية الدعوة، والمدعوين غير متوقع ان يأتوا ويلبُّون الدعوة؛ وهذا الامر ينطبق على كل تاريخ بني إسرائيل. وهذا التضاد لا يقوم في داخل فئات شعب بني إسرائيل فقط، بل أيضا بين بني إسرائيل والشعوب الأخرى. ويحكم هذا المثل بشكل ضمني على رؤساء الشعب وأحبار اليهود، لأنهم رفضوا دعوة المسيح فتوجهت البشارة الى الوثنيين.