رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هو لا يجرح ليقتل بل ليشفي ونحن نسير في الحياة نطأ اشواكا ً ونتعثر باحجار . نصطدم ، نسقط ، نتألم ، نُجرح واحيانا ً ننزف . لا يوجد انسان ٌ عاش أو يعيش على الارض معصوما ً من الجروح . لا بد من الجروح ، ومن الجروح تسيل الدماء ، اما شحيحة او غزيرة ، لكنها تسيل ، ونستمر ننزف حتى تتقدم ايدي تعصب الجرح وتوقف النزيف . ويلتئم الجرح ، الا ان بعض الجروح تحتاج الى وقت ٍ حتى تلتئم . وبعض الجروح تلتئم بسرعة . وهناك جروح ٌ جسدية وجروح ٌ روحية . وجروح الجسد تلتئم اسرع من جروح الروح . وبعد ان يلتئم الجرح يترك أثرا ً ، بعضها عميق وبعضها سطحي . ويظل الاثر يذكرنا بالجرح ، وذكرى الجرح حتى بعد التئامه تُدمي . ونحتاج الى نعمة ٍ ورحمة ٍ وعون ٍ من الله حتى يتوقف النزيف قبل الالتئام وبعده . في وسط معاناته وصبره قال ايوب في الاصحاح 5 : 18 " لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ . يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ . " حين يسمح الله بأن تُجرح ، ما ان يبدأ النزيف حتى تمتد يد الله ليعصب الجرح . حين تثقل عليك التجربة ، وتبدأ تشعر بالألم ، يتقدم الله اليك ليعينك . هو لا يجرح ليقتل بل ليشفي . ولا يكسر ليسحق بل يُجبر . الله ، ابونا ، رحيم ، حنون ، قلبه ُ عطف ٌ وحب . يُخرج من مِنَ الآكِلِ لنا أُكْلا ً ومن الجافي لاولاده حلاوة . تنزل السيول تُغرق ، لكن ما ان تنجرف حتى تترك ورائها خضرة ً وخيرا ً . يحدث البركان ، يحطم ، لكن ما أن يهدأ حتى تخرج من جوف الارض معادن ثمينة . تحت الصخور الجافة السوداء تنبع مياه ينابيع رقراقة . تحت الاحجار الصلبة المتراكمة تنبت اعشاب ٌ خضراء ناعمة . من الصراخ يُخرج الله الحانا ً ، ومن البكاء يأتي الله بالفرح . لا تخشى الجروح فالعِصابة في يد الله الممتدة . لا تنظر بخوف ٍ الى الغيوم السوداء فخلفها يُشرق وجه الله . الله يجرح ويعصب . انه يسحق ويشفي . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لم أجد يداً تداوي فدعوته ليشفي |
الله خلق الفرح ليشفي الالم |
. فلنصفح عن ضعفات الاخرين ليصفح الرب عنا |
كسامري صالح ياتي ليشفي اوجاعنا |
ليشفي منكسري القلوب |