"شَتَموهم وقَتَلوهم" فتشير الى تطبيق كلام يسوع على عمل اليهود تجاه المَدعُوِّينَ الأوائل للملكوت وهم الأنبياء في درجة أولى (متى 21: 35). دعا الله اليهود عن طريق الأنبياء فقتلوا الأنبياء. ودعاهم عن طريق يوحنا المعمدان فقطعوا راسه، ودعاهم عن طريق ابنه الحبيب، فقتلوه على الصليب. ويُعلق القدّيس غريغوريوس الكبير " والأخطر من ذلك هو أنّ البعض لم يكتفوا باحتقار نعمة الذي يدعوهم، بل اضطّهدوه... " (عظات عن الإنجيل). وهؤلاء القتلة هم الذين حُرموا من العرس بسبب حبّهم للشر، فقابلوا المرسلين إليه للدخول إلى الوليمة بالمسبَّات والشتم بل بالقتل. وكان إسطفانس ويعقوب من الأوائل الذين شتموا وقُتلوا. وفي هذه الآية نجد قسم من العالم يتعاملون مع الانجيل بهذه الصورة: انهم يقامون الانجيل، لأنه يُقاوم كبرياءهم وبرهم الذاتي وأرباحهم وتعصبهم وامثال هؤلاء "الكَهَنَةُ وقائدُ حَرَسِ الهَيكَلِ والصَّدُّوقِيُّون، الذين اقبلوا على بُطرُسُ وهُم مُغتاظونَ لأَنَّهما كانا يُعَلِّمانِ الشَّعْبَ ويُبَشِّرانِ في الكَلامِ على يَسوعَ بِقِيامَةِ الأَموات. فبَسَطوا أَيدِيَهم إِلَيهما ووَضعوهُما في السِّجنِ " (اعمال الرسل 4: 3)، و "عَظيِمُ الكَهَنَةِ وجَميعُ حاشِيَتِه مِن مَذهَبِ الصَّدُّوقِيِّين، وقدِ اشتَدَّت نَقمَتُهُم، فبَسَطوا أَيدِيَهُم إِلى الرُّسُلِ وَوَضَعوهم في السجنِ العامّ" (اعمال الرسل 5: 18). ويُذكر هذا الامر بنبوءة يسوع للكتبة والفريسيين عندما كان يُعنِّفهم قائلا: " هاءَنَذا أُرسِلُ إِلَيْكُم أَنبِياءَ وحُكَماءَ وكَتَبَة، فَبَعضَهم تَقتُلونَ وتصلِبون، وبَعضَهم في مَجامِعِكم تَجلِدون ومن مَدينَةٍ إِلى مَدينَةٍ تُطارِدون، حتَّى يَقَعَ عَليكم كُلُّ دمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ في الأَرض، مِن دَمِ هابيلَ الصِّدِّيق إِلى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَكْيا الَّذي قَتَلتُموه بَينَ المَقدِسِ والمَذبَح. الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِنَّ هذا كُلَّه سيَقَعُ على هذا الجيل (متى 23: 34 -36).