على أن معرفة الله هذه، إذا ما أخذت بكل معناها الواسع، فتستحق أن تسمّى " الاشتراك " ذاكَ الَّذي رَأَيناه وسَمِعناه، نُبَشِّرُكم بِه أَنتم أَيضًا لِتَكونَ لَكَم أَيضًا مُشاركَةٌ معَنا ومُشاركتُنا هي مُشاركةٌ لِلآب ولاَبنِه يسوعَ المسيح (1 يوحنا 1: 3)، لأنها مشاركة في نفس الحياة الواحدة (يوحنا 14: 19-20)، ووحدة كاملة في حقيقة المحبة (يوحنا 17: 26). وهنا نتساءل هل هناك معرفة متبادلة بين الراعي والرعية، هل هناك تفاهم أو لغة مشتركة أم "فالراعي في واد، والرعية في واد".
بناء على المعرفة المتبادلة بين الراعي وخرافه ينتج رباط وثيق بينهما كما يؤكده يسوع:" أَنا الرَّاعي الصَّالح أَعرِفُ خِرافي وخِرافي تَعرِفُني" (يوحنا 10: 15). والمعرفة تعني الثقة والشعور بالارتباط المتبادل في الرضى والمحبة. ويقيم يسوع على المعرفة" المتبادلة بين الراعي وخرافه (يوحنّا 10: 3-4) حياةً جديدة مبنيةً على المحبة المتبادلة التي توحِّد بين الآب والابن، كما أعلن يسوع " إِنَّكم في ذلك اليَومِ تَعرِفونَ أَنِّي في أَبي وأَنَّكم فِيَّ وأَنِّي فِيكُم"(14: 20).