إِنَّ خِرافي تُصْغي إلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني
يسوع الراعي يمشي قدَّام الخراف، وهكذا يدلُّها على الطريق، ويقودها إلى المراعي الخصبة كما ورد في المزامير "في مَراعٍ نَضيرةٍ يُريحُني. مِياهَ الرَّاحةِ يورِدُ في ويُنعِشُ نَفْسي" (مزمور 23: 2). والجدير بالملاحظة أن عادة ما يسير الراعي في فلسطين وراء قطيعه، وفي الأمّاكن الخطرة يسير أمام قطيعه كدليل. وهو يدعو كل خروف باسمه، إنها تخصّ الراعي وتسمع نداءه. هي تصغي لصوته. وهكذا من يصغون إلى صوت الراعي فينالون حياة ابديه، ومن لا يتجاوبون معه، فهم ليسوا من خاصته. وبكلمة موجزة، يقوم موقف التلاميذ على أمرين هما: الإصغاء والاتِّباع. وكلما أصغى الإنسان، كلما ازداد اتباعه لله. وأمّا موقف الراعي فيقوم بمعرفة المؤمن وهبته الحياة الأبدية، إذ يأخذ مكان خرافه ويموت من أجلها لتستطيع أن تحيا إلى الأبد، إذ يتقدّمها وهي "تتبع الحمل أينما ذهب" (رؤيا 4: 4). فالعلاقة بين الراعي وخرافه هي المحبة والثقة والإتباع.