رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمِعتمُوني أَقولُ لَكم: أَنا ذاهِبٌ، ثُمَّ أَرجعُ إِلَيكمُ. لو كُنتُم تُحِبُّوني لَفَرِحتُم بِأَنِّي ذاهِبٌ إلى الآب لأَنَّ الآبَ أَعظَمُ مِنِّي كَيما تَجثُوَ لاسمِ يسوع كُلُّ رُكبَةٍ في السَّمَواتِ وفي الأَرْضِ وتَحتَ الأَرض ويَشهَدَ كُلُّ لِسانٍ أَنَّ يسوعَ المسيحَ هو الرَّبّ تَمْجيدًا للهِ الآب"(فيلبي 2: 9 -11). فالمسيح كإنسانٍ هو أقل من الآب، والمسيح كإلهٍ مساوٍ لله لآب، (يوحنا 30:10)؛ فالآب والابن واحد في الطبيعة وفي الجوهر. فالعلاقة بين الآب والابن هي علاقة مُساواة في الأزلية وفي العمل، وهي علاقة انسجام كامل بين الآب والابن. وان الابن يشارك الآب في قدرته وطبيعته "أَنا والآبُ واحِد" (يوحنا 10: 30). وبالتالي فان مقارنة هنا بين الآب والابن تشير إلى الوظيفة والعمل، وليس للقيمة الشخصية والمقام، لأنهما واحد في الجوهر والطبيعة واللاهوت (يوحنا 17: 11) إذ "ففِيه يَحِلُّ جَميعُ كَمالِ الأُلوهِيَّةِ حُلولا جَسَدِيًّا" (قولسي 9: 9). وفي سياق الكلام هنا لا توجد إشارة إلى نقص الابن عن الآب، إنَّما إشارة إلى حالة الابن المتجدد المتواضعة التي ستتحوّل إلى تمجيد صادر عن الآب حيث أنَّ يسوع "هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان" (فيلبي 2: 6-7). وهذا التمجيد هو ينبوع خيرات روحيّ للتلاميذ وللكنيسة. ويعزِّي هنا المسيح تلاميذه عن فراقه لهم بالموت، ويشرح لهم أن الموت هو الطريق الوحيد للخلود وبذهابه سيرسل لهم الروح القدس الذي يكشف لهم حقيقة شخصية المسيح، فيفرحون بأن المسيح بجسده سيكون له نفس مجد الآب. وهذا سيعود بالبركة على تلاميذه (عبرانيين 12:9) وعلى الكنيسة (لوقا 24: 26). |
|