رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس وتقدم الإنجيل ثم أريد أن تعلموا أيها الأخوة أن أموري قد آلت أكثر إلى تقدم الإنجيل ( أف 1: 12 ) تتكرر كلمة «إنجيل» ست مرات في الأصحاح الأول من رسالة فيلبي. فيكتب الرسول أولاً عن شركة الإنجيل (ع5)، فالمؤمنون اشتركوا متحدين معًا ومع الرسول في الدفاع عن الإنجيل وتثبيته (ع7) كما نظر الرسول إلى ظروفه الخاصة باعتبارها فرصة إلهية ممنوحة «لتقدم الإنجيل» (ع12). ولم يكن اهتمامه بمسألة المُحاماة عن نفسه، بل، كما أشار هو ـ إلى المُحاماة عن الإنجيل وحمايته (ع17). وكتب في عدد27 مرتين عن الإنجيل مُحرضًا المؤمنين لأن يعيشوا كما يحق للإنجيل، وأن يجاهدوا معًا بنفسٍ واحدة لإيمان الإنجيل. لقد رغب الرسول بولس في أن يذهب إلى روما كواعظ، إلا أنه ذهب إليها كسجين. إلا أن ذلك لم يمنعه عن الكرازة بالإنجيل! بل لقد أذاع الإنجيل إلى بيت قيصر نفسه ( في 4: 22 ). ولقد أعلن الرسول، في الأصحاح الأول، كيف أن ظروفه القاسية لم تسرق منه فرحه لأنه لم يكن يعيش ليستمتع بالظروف المُريحة، بل كان يحيا ليخدم المسيح. لم ينظر إلى الظروف في حد ذاتها، بل نظر إليها في علاقتها بالمسيح وبتقدم الإنجيل ( في 1: 12 ، 13). لذلك لم يتحدث بولس عن نفسه باعتباره أسير روما، بل باعتباره «أسير يسوع المسيح» ( أف 3: 1 ). واعتبر كذلك تلك القيود التي تكبل يديه هي وُثقه في المسيح ( في 1: 13 ). ولم يتذمر الرسول على قيوده، ولكنه طلب من الله أن يستخدمها لتقدم الإنجيل بثلاث طرق: أولاً: أن هذه القيود أتاحت لبولس الاتصال بغير المؤمنين. فكل ست ساعات كان يتناوب على حراسته جندي روماني، الأمر الذي يعني أنه بإمكانه أنه يشهد عن المسيح لأربعة رجال غير مؤمنين يوميًا (على الأقل). ثانيًا: أن قيوده أتاحت له الفرصة للاقتراب من العاملين في بيت قيصر، والذي أُجبروا على دراسة التعاليم المسيحية ليمكنهم تحديد ما إذا كان بولس مُذنبًا أم لا؟! وثالثًا: فإن قيود الرسول شجعت المؤمنين «وأكثر الإخوة، وهم واثقون في الرب بوثقي، يجترئون أكثر على التكلم بالكلمة بدون خوف» ( في 1: 14 ). |
|