كان مثالاً فى الزهد والنسك وتقشف المعيشة ( الدقة ) يقول نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا الصموئيلى : " كان ابونا مينا المتوحد لا يهتم بما لنفسه .. فلا يهتم بما يلبس أو بما يأكل .. أكل أو لم يأكل .. كله عنده سيان .. كان يأكل الخبز بالدقة والكمون أو الملح ويقول : " يا سلام ده شهد .. ده عسل " ودائماً شاكراً الرب على كل حال . وذكرت أحدى السيدات أن أمها كانت تقوم بإعداد الدقة وتحملها إلى أبونا مينا المتوحد فى الطاحونة , فكان دائماً يوصيها قائلاً : " أوعى تحطى سمسم فى الدقة " وقال أحد احباء البابا كيرلس : " أنه حدث أن إستقبل البابا أحد رجال الدين الأجانب بغرفته الخاصة بالكاتدرائية بكلوت بك , ورأى هذا الرجل أن غرفة قداسة البابا متواضعة جداً ولا تليق بأن يعيش فيها البابا فعرض على قداسته إستعداده بأن يقوم بفرشها بأفخم الأثاث وعمل ديكورات إذا اذن البابا .. فضحك البابا وشكره على محبته وقال له : " إن الغرفه بوضعها هذا لا تزال أحسن بكثير من مزود الحيوان الذى ولد فيه المسيح " كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا كيرلس السادس ص 23 - 25