منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 08 - 2012, 11:12 AM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

هل تؤمن الكنيسة بالسيد المسيح كإله منذ تأسيسها
ام منذ مجمع نيقية؟!


مقدمة
قد يبدو عنوان هذا الكتاب صعباً للوهلة الأولى , لكن يمكننا ان نتفهم أهمية موضوع هذا العنوان من خلال الإجابة على الاسئلة الثلاثة الآتية و المُرتبة بحسب عنوان الكتاب.

لماذا لاهوت المسيح؟

كان و سيظل لاهوت المسيح هو حجر الزاوية فى إيماننا المسيحى , الحجر الذى قدمت كنيسة المسيح جهادا حتى الدم من أجل الحفاظ عليه ضد كل ما قام ضده من بدع و هرطقات.

و هذا الجهاد الذى قدمته الكنيسة لم يكن مجرد دفاع عن فكرة مُجردة قد تم التمسك بها لأى سبب من الاسباب , بل بالأحرى لقد جاء كنتيجة لمعايشة الكنيسة الامينة و الصادقة لشخص السيد المسيح الإله المتجسد. كما ان هذا الجهاد فى الحقيقة جاء كإمتداد لما قام به الرسل من شهادة للإيمان الذى استلموه من السيد المسيح – كدفاع بولس الرسول عن نعمة الخلاص بيسوع المسيح فقط و ليس بر أعمال الناموس الفريسية – شهادة قال عنها بطرس و يوحنا الرسولان :"لأننا نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما رأينا و سمعنا" (أع 4 : 20).

و قد أرتبط الايمان بلاهوت المسيح فى فكر الكنيسة ارتباطا وثيقا بقضية الخلاص. فلو لم يكن السيد المسيح إلها , لما أمكن لخلاصنا ان يتم او يكتمل. لذلك فقد كانت الكنيسة حريصة دائما على تسليم بركات و مفاعيل هذا الخلاص الذى تحقق بتجسد الله الكلمة الى ابنائها من جيل الى جيل.

و لذلك كان و سيظل عمل عدو الخير فى كل مكان و زمان مُوجهاً دائما لمحاولة نزع هذا الإيمان من قلوب الناس من خلال بث أفكار بدع هلاك يبتدعها على ألسن بعض مَن فقدوا او لم يتذوقوا حلاوة اللقاء و التلامس الخلاصى مع شخص ربنا يسوع المسيح. الأمر الذى وقفت و ستقف كنيسة المسيح ضده على الدوام.

لماذا الآباء؟

تُعتبر أقوال الاباء و كتاباتهم و سيرهم من العناصر الاساسية فى التقليد الكنسى الذى من خلاله وصل إلينا الإيمان المُسلم مرة للقديسين (يه 3). فإذا كان الكتاب المقدس بعهديه يأتى على رأس عناصر هذا التقليد الكنسى , الا ان اهمية الآباء و أقوالهم و سيرهم تأتى لأنهم كانوا شهودا للفهم الصحيح و المُعايشة الحقيقية لبشارة الخلاص المُعلنة فى الكتاب المقدس كما سلمها ربنا يسوع المسيح لرسله و تلاميذه القديسين. و من هنا تأتى أهمية رجوعنا و دراستنا لأقوال الآباء كشهادة أمينة و صادقة عن مرجعية و أصالة أى فكر او موضوع نتطرق إليه.

لماذا قبل نيقية؟

يزعم البعض فى الوقت الحاضر أن إيماننا بلاهوت السيد المسيح هو أمر استحدثه القديس اثناسيوس فى مجمع نيقية , و أن هذا الإيمان لم يكن ثابتا فى الكنيسة قبل ذلك. بينما الحقيقة هى عكس ذلك تماما , فلم يكن ما فعله القديس اثناسيوس إلا انه دافع عن لاهوت السيد المسيح بحسب ما تسلمه ممن سبقوه من آباء , إذ كان هذا ثابتاً و مُستقراً من العصر الرسولى. مع اعترافنا بأن دفاع القديس اثناسيوس كان هو الأقوى و الأكثر تحديداً لصياغات الإيمان المسيحى.

نلاحظ ايضا ان اريوس ايضا لم يكن هو أول من أنكر لاهوت السيد المسيح , بل كان هناك آخرون أنكروا لاهوت السيد المسيح , بل كان هناك آخرون أنكروا لاهوت السيد المسيح , منهم مركيون و بولس السموساطى و غيرهم , الا ان هرطقة أريوس قد تزامنت مع تحول الامبراطورية الرومانية الى الاعتراف بالمسيحية كإحدى الديانات الرسمية فى الامبراطورية و ذلك بحسب "منشور ميلان" او "منشور التسامح الدينى" سنة 313 م. بل و أصبح الإمبراطور قسطنطين الكبير مسيحيا [1]. كل ذلك أتاح المجال لكى ينعقد مجمع مسكونى يدعو إليه الامبراطور و يحضره بنفسه , بعد ان كانت المسيحية ديانة مُضطهدة بواسطة الأباطرة الرومان. و من هنا أخذت المواجهة بين القديس اثناسيوس و أريوس الهرطوقى الشكل المسكونى اى على مستوى المسكونة مُتمثلة فى كل الكراسى الرسولية المسيحية.

و من ثم فإن تقديم شهادة آباء ما قبل نيقية عن لاهوت السيد المسيح إنما يقدم رداً فى غاية القوة عن أصالة هذا الإيمان الكنسى منذ عصر الرسل , و يفضح مكائد و أعمال عدو الخير ضد الكنيسة , و يُثبت ان ما قدمه آباء نيقية من صياغات و تحديدات عقائدية ما هو الا إمتداد استلموه من الرسل عبر تسلسل الآباء و لم يستحدثوا فيه شيئا , الأمر الذى أعلنه القديس اثناسيوس الرسولى بطل نيقية مُتفاخرا فى كتاباته و دفاعاته عن الإيمان الرسولى.

و سنستعرض الآن بعض فقرات من كتاباته التى توضح هذا الأمر...

1-القديس اثناسيوس يقول ان إيمانه هو بحسب تقليد الكنيسة :

"دعونا ننظر الى تقليد الكنيسة الجامعة و تعليمها و إيمانها , الذى هو من البداية و الذى أعطاه الرب و كرز به الرسل و حفظه آباء الكنيسة. و على هذا الاساس تأسست الكنيسة , و من يسقط منه فلن يكون مسيحيا ولا ينبغى ان يُدعى كذلك فيما بعد."[2]

"و بحسب الإيمان الرسولى المُسلم لنا بالتقليد من الآباء , فإنى قد سلمت التقليد بدون إبتداع اى شىء خارجاً عنه. فما تعلمته فذلك قد رسمته مطابقا للكتب المقدسة."[3]

"لأن ما سلمه آباؤنا هو عقيدة حقيقية , و هذه هى سمة المُعلمين اللاهوتيين , أن يعترفوا بنفس الأمر كل واحد مع الآخر و أن الا يختلفوا لا عن بعضهم البعض ولا عن آبائهم. أما هؤلاء الذين ليس لهم هذه السمة فيجب الا يُدعوا معلمين لاهوتيين حقيقيين بل اشرارا"[4]

"أما معلنو الحق القديسون الحقيقيون فيتفقون معاً ولا يختلفون , فبالرغم من أنهم عاشوا فى أزمنة مختلفة , إلا انهم جميعا يتبعون نفس الطريق , لكونهم أنبياء لإله واحد و يُبشرون بنفس الكلمة فى هارمونية و إتفاق"[5]

"و أما إيماننا نحن فمستقيم و نابع من تعليم الرسل و تقليد الآباء و مشهود له من العهدين الجديد و القديم كليهما."[6]

2-القديس اثناسيوس يقول أن ايمان الهراطقة ليس بحسب تقليد الكنيسة :

"ها نحن نُثبت أن هذا الفكر قد سُلم من أب إلى أب. أما انتم ايها اليهود الجدد و تلاميذ قيافا , كم عدد الآباء الذين يمكن ان تنسبوهم لتعبيراتكم؟ ليس حتى واحد ذى فهم و حكمة , لأن الجميع يمقتونكم , الا الشيطان وحده , فليس أحد غيره أباكم فى هذا الارتداد"[7]

"دعهم يخبروننا من أى معلم او من أى تقليد جاءوا بهذه المفاهيم عن المخلص؟"[8]

"من أى نوع من الاساقفة تعلموا أو من هو القديس الذى علمهم؟"[9]

"لأنه (مجمع نيقية) كتب – ليس عقائدكم – بل تلك العقائد التى سلمها إلينا من البداية هؤلاء الذين كانوا شهود عيان و خداماً للكلمة. لأن الإيمان الذى أعترف به المجمع كتابةً هو إيمان الكنيسة الجامعة"[10]

جدير بالذكر ان لاهوت السيد المسيح واضح كل الوضوح فى الكتاب المقدس. و لم يكن موضوع هذا البحث الإستشهاد بآيات الكتاب المقدس التى تدل على لاهوت السيد المسيح [11] , و انما تأكيد ان هذا اليمان كان واضحا عند آباء ما قبل نيقية الذين قاموا بدورهم بالحفاظ على هذا الإيمان الى ان تمت صياغته فى قانون إيمان مجمع نيقية.

أشهر مصادر أقوال الآباء

1-باللغات الأصلية:

أشهر المصادر باللغات الأصلية و أكثرها تكاملا هى المجموعة التى قام بتجميعها و نشرها الكاهن الفرنسى جاك بول مينى Jacques Paul Migne و الذى عاش من سنة 1800 م الى سنة 1875 م. و تقع هذه المجموعة فى قسمين :

1-الكتابات اليونانية :

و تُعرف بإسم Patrologia Greek و عدد مجلداتها 161 مجلدا كبيرا [12] مع ملاحظة ان كل كتابات اباء الإسكندرية و الكتابات الرهبانية تقع فى هذا القسم حيثن أنهم كتبوا باللغة اليونانية

2-الكتابات اللاتينية

و تُعرف بإسم Patrologia Latina و عدد مجلداتها 221 مجلدا كبيرا[13].


2-باللغة الإنجليزية:

أشهر المصادر باللغة الإنجليزية هى مجموعة آباء ما قبل نيقية , و آباء نيقية و ما بعد نيقية , و قد صدرت فى إدنبرة بأسكتلندا , و تقع هذه المجموعة فى 38 مُجلدا مُقسمة الى ثلاثة أقسام :

1-قسم آباء ما قبل نيقية
Ante-Nicene Fathers (ANF)



و عدد مجلداته 10 مجلدات. و من هذا القسم استقينا أقوال الآباء الواردة فى هذا الكتاب.

2-قسم آباء نيقية و ما بعد نيقية

المجموعة الأولى

Nicene & Post Nicene Fathers (NPNF)

Series I


و يحتوى على 14 مجلداً هى كتابات القديس اغسطينوس (8 مجلدات) و القديس يوحنا ذهبى الفم (6 مجلدات).

3-قسم آباء نيقية و ما بعد نيقية

المجموعة الثانية

Nicene & Post Nicene Fathers (NPNF)



Series II


و يحتوى على 14 مجلداً لباقى الآباء.




و قد كان مرجعنا الرئيسى الذى أعتمدنا عليه فى إعداد هذا الكتاب هو :

"قاموس المُعتقدات المسيحية الأولى"
Dictionary Of Early Christian Beliefs
David W , Bercot
1998 Hendrickson Publishers
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شهادة آبـاء الكنيسة للعذراء مريم
مريم العذراء | شهادة آبـاء الكنيسة الأولـى
لقد شُبهت مريـم العذراء من العديد من أبـاء الكنيسة
قـبل الإعتـرف بالحـب.
مفهـوم الحــب عنـد الأطفــال


الساعة الآن 01:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024