يبدو ان سعادة المسيحيين تتضّمن ثلاثة مفاهيم:
أولا ان يكون امام الانسان مستقبل زاهر لان لهم رجاء بالمعنى الذي يقصده بولس الرسول "كُونوا في الرَّجاءِ فَرِحين" (رومة 12: 12)، لان التطويبات موجّهة الى المستقبل بفضل الوعد الذي يتضمنه الشطر الثاني من كل تطويبة. مثلا تعد التطويبة السابعة للساعين الى السلام أنهم سيدعون أبناء الله. فالتطويبة تبدو قبل كل شيء سعادة مرتبطة بوعد ناتج عن رجاء، وهي سعادة موجَّهة الى المستقبل، تسبق بالرجاء ما لا بدَّ ان يأتي.
ثانيا: التطويبة موجَّهة الى فئات معيَّنة من الأشخاص يمتازون بأوضاعهم او بأحوالهم الباطنية، وعليهم يُعرض هذا الرجاء.
وثالثا: بالإضافة الى التأصل في الحاضر والانفتاح على مستقبل فالسعادة ترتبط بماض معين وهي حقيقة تعكس الاختبار الذي قام به يسوع في حياته البشرية؛ يسوع يعلم بما يتكلم، والسعادة التي يتكلم عنها يسوع هي سعادته الشخصية، سعادة فيها مكان للصليب وتنبعث بالنسبة الينا من الرجاء الذي يهبه لنا بصليبه، سعادة تكون على قدر إيماننا به. ألم يقل لتلاميذه " لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامّاً. (يوحنا 15: 11).