رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقع دمشق ارام على مسافة نحو خمسة وستين ميلاً شرقي البحر المتوسط, وعلى مسافة نحو 133 ميلاً إلى الشمال الشرقي من أورشليم. والمدينة مقامة في سهل عند السفح الشرقي لجبل لبنان الصغير. وينبع من هناك نهران يجريان شرقاً وهما: نهرا ابانة, وفرفر , المذكوران في الكتاب المقدس (2ملوك 5: 12). ويدعيان الآن بردى والأعوج. ويتفرع هذان النهران إلى جداول كثيرة تسقي مياههما الحدائق والبساتين التي تحيط بدمشق. ثم ينتشران في عدة قنوات تجرى في كل السهل، حتى تضيع معالمهما في المستنقعات التي تقع على حافة الصحراء, على بعد بضعة أميال من المدينة. تقع دمشق على ارتفاع نحو 2300 قدم فوق سطح البحر وجوها معتدل. وفي أوائل الصيف تكتسي دمشق ليعازر الدمشقى بحلة من اشجار الفواكه من مشمش وجوز ورمَّان وغيرها. وتعتبر مركزاً هاماً لطرق التجارة. يوجد فيها الشارع الذي يدعى ((المستقيم)) الذي أقام الرسول بولس بالقرب منه لمّا ذهب إلى دمشق (أعمال 9: 11), والذي فيه أعمدة قديمة ربما ترجع إلى عصر الرسول بولس نفسه. وفيها يقع بيت حنانيا (أعمال 9: 10), كما يذكر التقليد في حي (باب توما). وفيها أيضا المكان الذي تدلّى منه الرسول بولس من السور في زنبيل (أعمال 9: 25), ومكانه الآن اقيمت كنيسة. وفيها ايضاً كرز تلاميذ المسيح (اعمال9: 1). تاريخ دمشق في قائمة الأمم المذكورة في الإصحاح العاشر من سفر التكوين، يُذكر أرام بين أبناء سام (22 أما أبناء سام فهم: عيلام وأشور وأرفكشاد ولود وأرام 23 وأبناء أرام: عوص، وحول، وجاثر وماش.) ويُطلقُ الكتاب المقدس على الجزء الشمالي الغربي من بين النهرين اسم (أرام النهرين) رؤية شاول الطرسوسى فى الطريق (تكوين24: 10). و(فدان أرام) (تكوين25: 20). ويجمع العهد القديم بين الآباء والأراميين (تكوين24: 3-10+ 25: 20) + (تثنية26: 5). كما أن الإشارات إلى مدن مثل حاران وناحور (تكوين24: 10) تربط الآباء بوادي البلح في الشمال الغربي من بلاد بين النهرين . لم تقم في بلاد أرام مطلقاً امبراطورية عظيمة ذات نفوذ، بل كانت تتكون من عدة ولايات صغيرة مستقلة في سوريا وشمالي فلسطين. وقد ذكرت بعض تلك الولايات في العهد القديم. + العمونيون2صم10: 6- 8 + كانت أعظم تلك الولايات دمشق .. عدا الساحل الفينيقي, وقد هزمها الملك داود. ولكنها استعادت استقلالها قبل نهاية ملك سليمان، وأصبحت مملكة قوية منافسة لإسرائيل. وتذكر عادة في العهد القديم باسم " أرام " فقط.. وللتوسع الأرامي إلى الغرب، قامت في ذلك الوقت دويلة السماليين القوية في كيليكه، كما قامت دويلة أخرى حول أرفاد وحلب ، كما قامت دولة أخرى في حماة. وقامت دويلات أخرى في الجنوب على تخوم إسرائيل دخلت في حروب معها ويذكر الكتاب المقدس بعضها , أرام صوبة، وبيت رحوب، وأرام النهـرين, وجشور, ودمشق. ورغم قوة توسع الأراميين في القرنين الحادي عشر والعاشر قبل الميلاد نتيجة لأفول نجم الإمبراطورية الأشورية في ذلك الوقت , فإنهم لم يستطيعوا مطلقاً تنظيم فتوحاتهم ولا دويلاتهم ذاتها، فلم يشكلوا مطلقاً جسماً سياسيا فعالاً ذي نفوذ. في (القرن الثامن قبل الميلاد) كان الأراميون قد أحرزوا نصراً كبيراً في مجال الثقافة، إذ اصبحت لغتهم واسعة الانتشار وواسعة الاستعمال, وبشكل خاص في زمن الامبراطورية الرومانية. فاللغة, والسيف الدمشقي, كانا أهم ما يميز آرام. في بداية القرن الرابع قبل الميلاد استخدم بعض العرب اللغة الآرامية، التي اشتقت منها النبطية التي استخدمت في " بترا ". ومن الملاحظ أنه بعد رجوع اليهود من السبي حلت الآرامية محل اللغة العبرية كلغة لليهود في فلسطين. إن اللغة الآرامية هي لغة سامية شمالية كالعبرية والأشورية، لكنها أكثر انتظاماً منهما في شكلها وتركيبها، ولعل هذا يرجع إلى استخدامها كلغة دولية على نطاق واسع، فقد كانت هي اللغة الرسمية في الامبراطورية الفارسية المترامية الأطراف, كما كانت - إلى حد ما - لغة الامبراطورية الأشورية قبل ذلك. ويمكن اعتبار أنها كانت لغة مفهومة فيما بين أسيا الصغرى شمالاً إلى شلالات النيل جنوباً. ومن جبال ميديا شرقاً إلى البحر المتوسط غرباً. وبسبب ترامي رقعة البلاد التي انتشرت فيها الأرامية كنيسة الصليب المقدس بسوريا على مدى قرون طويلة ظهرت منها لهجات مختلفة, الأولى السريانية (الأرامية الشرقية), والثانية هي الكلدانية (الأرامية الغربيـة). وقد كتبت على الارجح بعض الاجزاء من سفري دانيال وعزرا باللغة الآرامية. |
|