رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعمَّد يسوع من أجل أن يكونَ لنا مثالاً لإتباعه تقدّم المسيح أولا الى المعمودية لتسير الشعوب المسيحية من بعده إليها بثقة وإيمان. ويشهد بولس الرسول بذلك بقوله: "فقد ظهرت نعمةُ الله، ينبوعُ الخلاص لجميع الناس، وهي تعلمنا " (طيطس 2:11). إنَّ عماد يسوع هو مثال لعمادنا. أعلن أنه ابن الله في عماده. ونحن، في عمادنا نصبح حقاً أبناء الله. فالعماد هو الباب الّذي يجب أن يعبرَه كلّ من يرغب في الدخول إلى الحياة الجديدة، في المجد؛ فبالمعمودية ندخل إلى الإسرار الفصحية: نموت ونقوم مع المسيح ونشارك في موته وقيامته كما جاء في تعليم بولس الرسول: "فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا نَحنُ أَيضًا حَياةً جَديدة" (رومة 6: 4) ويتابع بولس الرسول قوله "فإِذا كُنَّا قَد مُتْنا مع المسيح، فإِنَّنا نُؤمِنُ بِأًنَّنا سنَحْيا معَه" (رومة 6: 9). هناك حقيقتان تعملان باستمرار في حياتنا: الموت والحياة. فنحن نموت باستمرار مع المسيح ونحيا معه موتاً يقود إلى الحياة. ان التاريخ الروحي يُصنع من الداخل وليس من الخارج على مثال حبة الحنطة التي تكلم عنها يسوع: " إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" (يوحنا 12: 24). من الموت تولد الحياة هذا قانون الطبيعة ومن هنا نفهم كلمات يسوع لتلاميذه: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني، لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها" (متى 16: 24-25). |
|