رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العذراء مريم تحيرت من كلام الملاك، كيف لها ان تحبل وهي عذراء ولم تعرف رجلاً! ليس لأنها بشعة أو ربّة منزل سيئة فتجاهلها الخُطاب والعرسان، بل لأنها عفيفة طاهرة ونقيه، تربت منذ صغرها في الهيكل وتهذبت بتعاليم الكتاب المقدس وهذا حصّنها من الشرور والمعاصي. فطمأنها جبرائيل الملاك بقوله: "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" هو سيُدعى ابن الله وهي ستُدعى أم الله! وتنبأت اليصابات عن ذلك في تسبحتها "فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟" (لو 1: 43) فارتاحت مريم من كلام الملاك وقالت له: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ" (لو 1: 38) في ظل هذا الحضور المَهيب للملاك المرسل من قِبَل الله، لم تتعجرف مريم أو تفتخر بنفسها لان الله اختارها دون نساء اسرائيل! بل قالت: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ" أي عبدة وخادمة للرب! وبعتبار أنها "أَمَةُ الرَّبِّ" اذا هي بحاجة لخلاص الرب مثل باقي الناس، وهذا ما قالته في تسبحتها عندما زارت نسيبتها اليصابات: "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ،47وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي"(لو 1: 46- 47) لذلك كنيستنا السريانية لا تَعبد العذراء بل تطلب شفاعتها وتطوبها كما تنبأت وقالت عند نسيبتها اليصابات: "فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،49لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ"(لو1: 48- 49) حل الروح القدس في احشاء القديسة مريم العذراء، وجبل له منها جسدا، دون اي فارق زمني بين حلوله في بطنها واتخاذه لهذا الجسد، كل ذلك تم في اللحظة التي قالت بها مريم للملاك عبارة: "لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ". فكل شيء تم برضاها. |
|