كان هذا الابن (الأكبر) مطيعًا ملتزمًا. إنّه يُلبّي جميع رغبات الأب «ولا يعصيه» في أمرٍ واحدٍ. إنّه نموذج الملتزم بشريعة الربّ، ويطبّق جميع وصاياه. بيد أنّ محنة أخوه الأصغر كانت بمثابة كشفٍ عن حقيقة إيمانه وطبيعته.
إنّه المؤمن الذي يلتزم بالشريعة مُرغمًا؛ المؤمن الذي لا يرتاح مع أبيه السماويّ، بل يخشى بطشه أو عقابه؛ هو المؤمن الذي لا تزال شريعته مكتوبة على لوح حجر وليس في قلبه. إنّه يسبّح الربّ بشفتيه ولكنّ قلبه بعيدٌ عنه. كما وَرَدَ في الكِتاب: ((هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي" (مرقس 7: 6)؛ انه يُتمّم جميع الوصايا والأوامر: يصوم ويصلّي، ويمتنع عن المحرّمات، ويلتزم بالواجبات، ولكنّه يفعل هذا بدون محبّة. كان في بيت أبيه بالجسد ولكن ليس بالروح ولا بالقلب.