الطفل الإلهي فعندنا ازدياد شيئاً فشيئاً ومع ذلك لم يكن هناك فترة زمنية بين التكوّن ورسم الأعضاء. يقول باسيليوس الكبير: “مباشرة ما تكوّن كان كاملاً في الجسد، لم يتكوّن الشكل تدريجياً”. علينا أن ننظر إلى هذا من وجهة نظر أن أعضاء جسده رُسمَت مباشرة فقد خُلق إنساناً تاماً ولكن برغم ذلك لم يوجد في صيغة الأشهر التسعة. لقد تمّا تدريجياً مع أن جسده كان مشكَّلاً منذ البداية. إن الحمل بالمسيح تمّ في رحم والدة الإله بالروح القدس بطريقة مبدعة وليس بالزرع، لأنه كان ينبغي بالمسيح أن يأخذ طبيعة آدم النقية التي كانت له قبل السقوط. بالطبع، تبنّى المسيح جسداً متيسّراً وقابلاً للموت، كالذي صار لآدم بعد السقوط، لكي يغلب الفساد والموت، لكنه في كل الأحوال نقياً تماماً وبلا عيب كما كان قبل السقوط. وهكذا، كان جسد المسيح من جهة الطهارة كما كان جسد آدم قبل السقوط، بينما من جهة قابلية الموت والفساد فهو كما كان جسد آدم الساقط.