![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فلَمَّا رأَى يسوعُ إِيمانَهم، قالَ لِلمُقعَد: يا بُنَيَّ، غُفِرَت لكَ خَطاياك: " غُفِرَت " فتشير إلى المجهول أي غفرها الله، فيسوع يُعلن غفران الله حيث انه يستمدَّ سلطانه من الله، وبالتالي فإن كلمة يسوع تصدر عن الله نفسه. أمَّا عبارة "غُفِرَت لكَ خَطاياك" فلا تشير الى دعاء تقوي، ولا الى تصريح بل الى عمل من اعمال سلطة يسوع، يسوع نفسه يغفر خطايا المُقعَد. شفى يسوع نفس المُعقد قبل ان يشفي جسده. ويعلق البابا فرنسيس " نظر إلى المقعد وقال له: "غُفِرَت لَكَ خَطاياك". الشفاء الجسدي هو عطيّة والصحة الجسدية هي عطيّة أيضًا وينبغي علينا أن نحافظ عليها، لكنّ الرب يعلّمنا أنّه علينا أن نحافظ أيضًا على صحّة القلب والصحّة الروحيّة. هكذا فعل مع مريم المجدليّة عندما بكت وقال لها: "غُفِرَت لَكِ خَطاياكِ". لقد تشكك الآخرون؛ لأنَّ يسوع يذهب إلى الجوهري حيث هناك النبوءة والقوة." وبدأ يسوع العمل مع المُقعَد انطلاقا من حاجته الروحية، وهي غفران الخطايا حيث انه نزع الشر من جذوره (التكوين 3)؛ في التقليد اليهودي، غالبًا ما يكون الشفاء والغفران مترابطين. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " لقد بدأ يسوع بمُعجزة غير مرئيّة؛ شفى أوّلاً روح هذا الرجل من خلال غفران خطاياه" (عظات عن القدّيس متّى). ولم يقلْ المسيح ان كل مرض هو نتيجة للخطيئة (يوحنا 9: 2، ولوقا 13: 1-5)، إنما حالة المُقعَد كان لها سبب روحي أساسي، فهناك خللٌ في علاقته مع الله، ويريد يسوع أن يصحّح هذه العلاقة. وبالتالي غفر خطيئة هذا الخاطئ المُقعَد وأعلن سلطانه على مغفرة الخطايا امام اعدائه . يسوع يغفر الخطايا على الارض، لأنه جاء من اجل الخطأة كما صرّح: "ما جِئتُ لأَدعُوَ الأَبرار، بلِ الخاطِئين" (مرقس 2: 17). يرى يسوع الخطيئة، لكنه لا ليحكم على الخاطئ إنما ليغفر له. وقد ربط يسوع بين شفاء المريض وإيمانه كما جاء في كلام يسوع الى يائيرس رئيس المجمع "لا تَخَفْ، آمِنْ فقط" (مرقس 5: 36)، وكلامه الى الرجل المُصاب ابنه بالصرع " كُلُّ شَيءٍ مُمكِنٌ لِلَّذي يُؤمِن" (مرقس 9: 23). وكان مرض ذلك المُعَقد بركة له لأن مرضه أصبح سبب تقرِّبه الى المسيح ونواله مغفرة خطاياه وشفاء نفسه. وكثيرون على مثال المُقَعد وجدوا في مصائبهم بركات لهم لاقترابهم بها الى المسيح. وهكذا افتتح مرقس من خلال غفران يسوع للخطايا انجيله الذي يتمحور على الملكوت (مرقس 1: 15 ؛ 4 : 11 ؛ 9 : 1 ؛ 10 :14 – 15 ؛ 14 : 25 ؛15 : 43). |
|