رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نحميا وأخبار الأسوار «إِنَّ إِلَـهَ السَّمَاءِ يُعْطِينا النجَاحَ، وَنحْنُ عَبِيدُهُ نقُومُ وَنبْنِي» ( نحميا 2: 20 ) ”نَحَمْيَا“ معناه ”عزاء الرب“. وهو ابن ”حَكَلْيَا“ ومعناه: ”انتظار الرب“، هكذا كان نحميا لا يُعزيه إلا الرب، ولا ينتظر سوى الرب. عاش في بلاد فارس في زمن السبي، وكان يعمل في بلاط الملك أَرتَحشَستَا كساقي، وعندما وصلَتهُ أخبار أورشليم وأسوارها المُنهدمة وأبوابها المحروقة، بكـى وناح أيامًا، وصام وصلَّى، واعترف بخطاياه وخطايا شعبه لمدة أربعة شهور، فسمع الرب صراخه، ورتب له أن يرجع ليبني الأسوار، أما عن الدروس المُستفادة فهي كثيرة، نذكر منها: (1) كان نحميا في مركز ممتاز، لكن بمجرَّد أن سمع عن أحوال شعبه ذهب إليهم؛ «لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا» ( في 3: 4 ). (2) كانت مشغولية نحميا هي بناء السور المادي، ونحن علينا أن نبني السور الروحي «وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْـرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ» ( رو 12: 2 ). (3) كان نحميا يُحبّ كلمة الله، وعندما صلَّى اقتبس منها قائلاً: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ السَّمَاءِ ... اذْكُرِ الْكَلاَمَ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ مُوسَى عَبْدَكَ قَائِلاً: إِنْ خُنْتُمْ فَإِنِّي أُفَرِّقُكُـمْ فِي الشُّعُوبِ، وَإِنْ رَجَعْتُـمْ إِلَيَّ وَحَفِظْتُـمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمُوهَا، إِنْ كَانَ الْمَنْفِيُّونَ مِنْكُمْ فِي أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ، فَمِنْ هُنَاكَ أَجْمَعُهُمْ وَآتِي بِهِمْ» ( نح 1: 5 -9). وكان غيورًا، فقبل أن يشـرع في بناء السور، اهتم ببناء الشعب المكسور. (4) السور المُتهدِّم يعني أنه لا فرق بين الأبرار الأشرار في الحياة والكلمات، في القرارات والتصرُّفات، فهدم السور يقود إلى دخول الأعداء «مِنْ أَجْلِ جَبَلِ صِهْيَوْنَ الْخَرِبِ. الثَّعَالِبُ مَاشِيَةٌ فِيهِ» ( مرا 5: 18 ). (5) إن لم تكن أسوار فلا عبادة حقيقية، صحيح نُحبّ الخطاة، ونذهب إليهم، ونتحدَّث معهم، لكن لا نشترك في أقوالهم وأعمالهم وأفكارهم «لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاِعْتِكَافَ» ( إش 1: 13 ). (6) اليد البانية لا تستغني عن اليد المُحاربة، وإلاَّ توقف البناء وشمَت الأعداء، لذلك ليس لنا سلاح إلا كلمة الله والصلاة. (7) لا شيء يؤثر على الضمير إلا الكلمة الإلهية «لأَنَّ جَمِيعَ الشَّعْبِ بَكُوا حِينَ سَمِعُوا كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ» ( نح 9: 8 )، «لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ ...، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ» ( عب 4: 12 ). |
|