رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وتَراءَى لَهم إِيلِيَّا مع موسى، وكانا يُكَلِّمانِ يسوع "إِيلِيَّا مع موسى" فتشير الى شاهدين للعهد أكثر منهما مُمثِّلين، الواحد للأنبياء والآخر للشريعة. ويعلق البابا القديس لاون الكبير "فقد ظهرَ موسى وإيليّا، أي الشريعةُ والأنبياء، يكلِّمان الربَّ، فتمَّ حقًّا بحضورِ هؤلاء الرجالِ الخمسةِ ما قيلَ في الإنجيل: أن " يُحكَمَ فِي كُلِّ قَضِيَّةٍ بِنَاءً عَلَى كَلامِ شَاهِدَيْنِ أو ثَلاثَة" (متى 18: 16)" ويُمثل موسى الشريعة وتنبأ عن مجي نبي عظيم (تثنية الاشتراع 18: 15-19)، وإيليا يًمثِّل الأنبياء الذين تنبأوا عن مجي المسيح (ملاخي 4: 5-6). حيث ان" غايَةُ الشَّريعةِ هي المسيح (رومة 10: 4) وهو أيضا مركز النبوءات (رؤيا 10:19)؛ فكان ظهورهما مع يسوع ليس تأييداً لرسالته السماوية بصفته المسيح لإتمام شريعة الله وأقوال أنبياء الله ووعودهم فحسب إنما أيضا تأكيد ان المسيح هو ابن الله. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " أراد أن يظهر موسى النبي وإيليا معه أمام التلاميذ ليُدركوا الفارق بينه وبين خدَّامه، وليُعلن أيضا افتراء المُتَّهمين له كناقض للناموس ومُجدِّف ينتحل مجد الآب ". والجدير بالذكر ان كل من موسى وايليا عادا إلى الله بطريقة غامضة (تثنية 34: 5-6)؛ إن ايليا نقل بالجسد الى السماء (2 ملوك 2/11)؛ كما قد عُرف أيضا في الدين اليهودي بارتفاع موسى الى السماء على مثال إيليا، وهذا ما نجده ضمنا في رسالة يهوذا حيث أنَّ جسد موسى كان قد اقيم من الاموات (رسالة يهودا 9). ويتمتع كل من إيليا وموسى بالمجد، لانهما أُشركا في عمل الله (2قورنتس 3: 7-11)؛ ويقول لوقا الإنجيلي أنهما " قد تَراءَيا في المَجد "(لوقا 9: 31)؛ وهذا ما سيحدث لكل الكنيسة في الأبدية أنها ستكون في المجد لأنه سينعكس عليها مجد المسيح الذي ستراه مُمجَّدًا. أمَّا يسوع فانه يتمتع بهذا المجد في هذه الارض قبل قيامته (لوقا 9: 32). وسيهب "المجد" لجميع الذين سيُقبلون في العالم الآتي (1 تسالونيقي 2: 12). وفي المجد سننعم كلنا بهذه العُشرة الجميلة مع المسيح، هو في مجده ونحن معه في المجد في فرح أبدي. فالهنا "ما كانَ إِلهَ أَموات، بل إِلهُ أَحياء" (متى 22: 32). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "جسّد موسى وإيليّا، إلى جانب المخلّص، الشريعة والأنبياء. ذاك الذي أعلن عنه الشريعة والأنبياء، هو في الحقيقة، المسيح، موزّع الحياة" |
|