رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
موضوغ متكامل عن سير القديسين القمص سيداروس اخنوخ + +ولد هذا الأب البار فى قرية البياضية التابعة لملوى بمحافظة المنيا فى سنة 1890م ودعى اسمه ( صادق ) .. وكانت اسرته اسرة مباركة تعيش فى مخافة الرب .. والحقه والده بمدرسة خاصة حصل منها على الابتدائية سنة 1904م .... ثم عمل وكيلا للدائرة الملكية فى ملوى ... وكان يخدم فى الوقت نفسه فى كنيسته مع كاهن تقى فى قرية البياضية .. زار القدس فى سنة 1917 .. وكانت زيارته للقدس ذات اثر كبير على نفسه الأمر الذي جعل منه سفيرا للمسيح حيث ازداد بهاء روحى ونعمة سمائية .. واعطاه الرب موهبة التعليم بصورة فياضة حيث كان يبهر الناس بتعاليمه التى كان يتحدث بها كمن له سلطان . * وكان فى عمله لا يبدأ اى عمل إلا بعد ان يقول ( يابركة المسيح ) فتضايق العاملون معه وقالوا له قل كلمة غيرها .. فقال طالما ان كلمتى لا تعجبكم فلن اقول شيئا .. وعندما بدأ يومه بدون هذة الكلمة كان يوما عصيبا على جميع العاملين معه ..وفى نهاية اليوم تجمعوا جميعا وقالوا له : يا صادق افندى ابقى قول كلمتك عشان اليوم يعدى بخير وسلام .. فقال لهم : لا يمكن ان اعيش بدون بركة المسيح ... ++ دعوته للكهنوت : كان كاهن كنيسة البياضية يلح على الشماس صادق لتزكيته للكهنوت ولكنه كان يرفض فى كل مرة معتذرا بان الحياة الكهنوتية تتطلب مواصفات تقوية عالية ودرجات روحانية سامية وسلوك محفوف بالفضائل والبر .. وظلت عملية الالحاح من قبل كاهنه تطارده ثلاث سنوات وهو متهيب من الخدمة بجلال وخوف ورهبة من هيبة المذبح وقدسيته .. + وامام رفضه الكهنوت كان لابد من انذارات يرسلها الرب له ليعلن بها رغبة السماء فى تنفيذ المشيئة الالهية ..فكان كلما اشترى دابة لينتقل بها الى مقر عمله كانت الدابة تموت بعد ثلاثة ايام .. وتكرر هذا الأمر اثنتى عشرة مرة .. فأحس ان الله لايريده ان ينتقل على ظهر دابته إلى مكان عمله بل يريده البقاء والتفرغ للعمل الروحى والخدمة فى كنيسة مارجرجس بالبياضية ... *ومع العرض الالهي للخدمة الكهنوتية ووضوح علامات تؤكد الدعوة .. فوجئ بان الدائرة الملكية التى يعمل بها قد رفعت راتبه من اربعة جنيهات إلى اثنتى عشر جنيها مرة واحدة ... وهذا المبلغ فى ذلك الوقت ( سنة 1914 ) كان كبيرا للغاية .. فكانت هذه الزيادة بمثابة اغراء شيطانى لكى يرفض الخدمة الكهنوتية .. وكانت حيرته كبيرة .. ماذا يفعل ؟ وهل يقبل الخدمة الكهنوتية ام لا ؟ فجاءته الاجابة التى لا تقبل معها اى تفكير بشري على الاطلاق ... +*+ فى ذات ليلة وصادق افندى بين النوم والغفلة ظهر له شخص ابرع جمالا من بنى البشر اضاء المكان ببهاء عظيم .. وخاطبه قائلا : ياصادق افندى بتهرب من خدمتى ليه ؟ - : من انت يا سيدى ؟ -: انا اللى انت بتهرب من خدمته -: انا الغلبان يشرفنى رب المجد فى بيتى ... انا لا استحق .. معقول ان صادق الخاطي يزوره رب المجد فى بيته ؟ - : لا من الآن انت لست صادق اخنوخ بل يدعى اسمك سيداروس ... ثم اخرج السيد مقصا ذهبيا وقام بقص شعر صادق على شكل صليب ( وظل هذا الرسم فى رأس ابونا سيداروس سمة لا تمحى حتى يوم نياحته ) .. ثم وضع السيد المسيح الشعر المقصوص على الوسادة فى شكل صليب ايضا ثم قال الرب : انا عرفت الانبا توماس مطران المنيا وسيحضر اليك صباح الغد ليقوم بتكملة رسامتك ... وفى ذات الليلة ظهرت هذه الرؤيا لكل من مطران المنيا الانبا توماس وعمدة قرية البياضية .. الذى تلقى فى الفجر هاتفا تليفونيا من مطران المنيا يفيده بقدومه لسيامة الشماس صادق كاهنا ... وتنبه صادق من الرؤيا فوجد شعر رأسه مقصوصا بعلامة صليب موضوعا على الوسادة على علامة صليب ايضا فوضعه فى علبة صغيرة احتفظ بها حتى نهاية حياته ... وحضر المطران الجليل واستدعى الشماس صادق واثناء القداس قال : انا جيت اعلن لكم خبر رسامة صادق افندى ابنكم كاهنا باسم القس سيداروس .. ومش انا اللى رسمته ولكن السيد المسيح له المجد هو اللى رسمه .. وانا جيت عشان اعلن لكم الخبر المبارك .. وكان المطران الجليل قد احضر معه ملابس كهنوتية وقام برشمها وتلاوة الطلبات بدون ان يضع يده فوق رأس صادق كالمعتاد فى كل السيامات ولما سألوه عن سبب عدم وضع يده على رأس القس سيداروس أجاب ( حاشا لى ان اضع يدى مكان يد سيدى ) ... اما عن الاسم سيداروس والذى اختاره السيد بنفسه فله معنى جميل فهو يعنى ( موهبة الله او عطية الله ) * وبعد رسامته المباركة وضح للجميع ان هذا الاب سيكون بركة كبيرة لكنيسته وقريته فكان مثالا للراعى الساهر على رعيته الحريص على الامانة التى ائتمنه عليها فاديه ومخلصه ... وكان يحفظ جلال الكهنوت وله بعض الحكم فى ذلك فكان يقول : احنا كبريت لو اتشط مايولعش تانى احنا لبن لو اتغير ما ينضفش تانى احنا زجاج لو انكسر مايتلحمش تانى * ذات مرة قام بتعميد طفل وترك المعمودية بدون ان يصرف ملاك المعمودية كما يقتضى الطقس .. ربما لأنه نسي او اراد ان يبقى الماء لتعميد طفل اخر .. وذهب لينام وفى منتصف الليل ظهر له ملاك ايقظه من النوم وقال له ( انت مش عمدت ؟ قوم اصرفنى عشان امشي . انت كدة معطلنى ) فقام ابونا وذهب إلى الكنيسة مسرعا وفى منتصف الليل صلى صلاة تسريح الماء وصرف الملاك وعاد لينام بعد ان صرف ملاك المعمودية بسلام + كان الاب القديس ابونا سيداروس محبا للغرباء بدرجة كبيرة ففتح مضيفة فى الدور الاول لبيته اسماها احباء مارجرجس فكانت لا تخلو فى ليلة من الاحباء والضيوف والغرباء وكانت هذة المضيفة مجهزة بالفرش والغطاء وكل وسائل الراحة وكان ابونا سيداروس يمر بنفسه ليطمئن على الضيوف وعلى راحتهم ... * واشتهر ابونا سيداروس بأنه كان يصلى دائما مع السواح فقد روى احد ابنائه ان ابونا دخل الكنيسة ذات مرة واغلق على نفسه بالمفتاح وبعد فترة تقترب من الساعتين خرج ومعه قربانة ساخنة وكان فى قمة الفرح فعندما سأله ابنه النهاردة مفيش قداسات جبت القربانة دى منين يا ابونا ؟ فانتهره وقال : متدخلش فى اللى ملكش فيه .. خد البركة واسكت + ومرة اخرى كان احد ابناء القرية يمر بجوار الكنيسة فسمع صوتا داخلها فعرف ان ابونا سيداروس يصلى قداسا مع ان اليوم كان لا يوافق احد او جمعة فدخل الكنيسة فوجد ابونا يصلى فعلا فدخل الهيكل القبلى استعدادا للتناول فوجد شخصا مهوبا ( اسقفا او مطران ) يصلى ايضا .. فأسرع إلى ابونا سيداروس وقال له : الحق يا ابونا فيه مطران بيصلى فى الهيكل القبلى فابتسم ابونا وقال له اتركهم فى حالهم ولا تعطلهم .. وبعد القداس قال له : تحب تاخد بركة من القداس اللى هنا ولا اللى فى الهيكل القبلى ؟ فاجابه : من الاتنين .. فقال له ابونا روح الهيكل القبلى تلاقى على المذبح قربانة تركها الضيوف ( السواح ) .. وهذا التصرف يدل على تعود ابونا سيداروس على هذا الموضوع .. ويبدو انها كانت علامة متعود عليها القديس ابونا سيداروس من هؤلاء السواح .. * وذات مرة كان ابونا سيداروس جالسا بين اولاده وهو فى حالة من البهجة والفرح .. وفجأة تطلع إلى السماء وتغير وجهه إلى الحزن وهو يقول : اذكرنا يا ابونا زكريا .. اذكرنا عند المسيح ( وكان ابونا زكريا كاهن لأحدى قرى ملوى ) فسأله اولاده : ماذا حدث ؟ فاجابهم : ابونا زكريا خرج ومش راجع تانى ... وبعد قليل حضر بعض الاشخاص وطرقوا باب ابونا سيداروس ليعلموه بنياحة ابونا زكريا منذ حوالى ساعة وهو نفس التوقيت الذى قال فيه ابونا اذكرنا يا ابونا زكريا ... مثل جميع ابائنا القديسين العظام كان لابونا سيداروس نعمة العطاء بغير حدود فقد كانوا فى كنيسة البياضية يجمعون طبقين اثناء القداس الالهى الطبق الاول للكاهن والثانى للفقراء والمساكين ( لأنه فى ذلك الوقت لم يكن هناك نظام ثابت لمرتبات الكهنة ) ... وعندما كان ابونا خارجا من القداس كان يوزع طبق الفقراء على المحتاجين .. وعندما كان ينتهى هذا الطبق كان يمد يده ويأخذ من الطبق الثانى الخاص به .. وتكرر الامر مرات عديدة لدرجة ان احد الاراخنة فى الكنيسة اقترح ان يعطوا الطبق الاول لزوجة ابونا سيداروس قبل انتهاء القداس لأنه لو وصل ليد ابونا لوزعه على الفقراء كعادته .. ولكن ابونا كان يرفض هذا ويأخذ الطبقين ليوزع منهم على ابنائه المحتاجين واخوة الرب .... + ومثال اخر للعطاء الذى لا يتأخر من ابونا القديس : جاء إليه احد ابناء قريته وقال له على استحياء انه لايوجد فى منزله رغيف خبز واحد وزوجته واولاده فى حالة اعياء بسبب الجوع ... وكانت زوجة ابونا سيداروس قد اعدت ثلاثة كيلات من القمح حتى يتم طحنهم .. فقال ابونا القديس للرجل : احمل هذا القمح واطحنه واذهب به الى بيتك واطعم اولادك .. ولما عرفت زوجة ابونا هذا الامر غضبت وقالت له : وماذا نأكل نحن وماذا نشرب ؟ فأجاب بكل ثقة : المسيح عنده كتير .. هو يبعت بطريقته .... وبعد حوالى الساعتين طرق بابه رجل غريب وهو يسأل هل هذا هو بيت شيخ النصارى ؟ فاجابه ابونا نعم يا ابنى .. فقال الرجل انه صاحب مركب قمح وهو فى البحر انفتح فى المركب ثقب واتعرضت للغرق وكنا قريبين من قريتكم فرأيت صليب الكنيسة فقلت يا بركة شيخ هذه الكنيسة ونذرت انه لو وصلت للبر بالسلامة ان اعطى للكنيسة 1 / 10 من القمح الموجود على المركب وكان بها 100 شوال كبير ... وفعلا وصلت للبر بالسلامة وانتم لكم 10 اجولة من القمح .. وطرح القمح امام ابونا القديس ومضى فى حاله ... فنظر ابونا إلى زوجته قائلا: عرفتى ان ربنا وعوده امينة ... * جاءه مرة احد الزوار غير المسيحيين ليشكو له من مشكلة وضيقة يمر بها وكان ابونا سيداروس جالسا على كنبة خارج باب الكنيسة فأشار له قائلا ادخل قول لمارجرجس .. فدخل الرجل وخرج بعد فترة فسأله ابونا قائلا : قلت لمين ؟ فأجابه : للضابط الذى يجلس داخل الكنيسة بجانب العمود !!!! ( مكان مقصورة مارجرجس ) .. وكان ابونا يعلم انه لا يوجد اى احد داخل الكنيسة .. ولكنه كان متأكدا من وجود البطل مارجرجس لما له من دالة كبيرة عنده .... + زوجته تقوم من الموت !!! : يروى احد ابناء ابونا سيداروس بالجسد ان والدته مرضت مرض شديدا وكان ابونا غير موجود بالبيت .. واشتد المرض على والدته وفارقت الحياة بالفعل .. وجائت النساء إلى البيت وابتدأت فى الصراخ والبكاء كعادة اهل الريف .. وعندما جاء ابونا من بعيد استقبله ابنه قائلا : امى ماتت يا ابويا فقال القديس : لا امك لن تموت الا بعد موتى انا .. فأكد ابنه انها ماتت وان الطبيب رأها وقال انها ماتت فعلا ولها اكثر من 5 ساعات هكذا فقال ابونا : روح هات مفاتيح الكنيسة ودخل الكنيسة ووقف امام ايقونة الصلبوت وقال بصوت عظيم : حى هو اسمك يارب ( فلانة ) لا تموت إلا بعد موتى أنا ... فظن الناس أن هذا التصرف من شدة صدمته لوفاة زوجته وقال بعضهم ان ابونا ابتدأ يخرف .. اما هو فكان يكرر نفس الجملة فى لجاجة وعتاب امام مسيحه المصلوب .. وفجأه اقتحمت احدى السيدات الكنيسة وقالت لأبونا : ام الولاد صحيت وقامت .. فنظر إلى الايقونة وهو يمسح دموعه وقال : هو ده عشمي فيك يا ربى وإلهي ... + ذهب ذات مرة للشهادة فى احد القضايا وبينما هو فى انتظار ميعاد القضية فاذ بمسكين يطلب منه صدقة فأعطاه ما فيه النصيب ... وعندما جاء ميعاد القضية وعند دخوله باب المحكمة اتاه شخص ودس فى يده مبلغا من المال وطلب منه ان يصلى من اجله فرفع نظره إلى فوق قائلا : انا عملت حاجة بسيطة .. محدش يقدر يكون له عليك دين ابدا .. قوام قوام تسدد .. اشكرك واحمد فضلك .. * مثال للوحدة الوطنية : كان ابونا سيداروس مثالا للوحدة الوطنية فى قريته فكان دائما فى شهر رمضان يضرب جرس الكنيسة فى موعد الافطار حتى ينبه الاخوة المسلمين اذ لم يكن فى ذلك الوقت وجود للوسائل الحديثة للاتصال ... كما كان يحرص كل الحرص على المحبة بين شعبه .. فكان منزله لا يعرف الفرقة بين مسيحى وغير مسيحى ومن القصص الطريفة التى تروى فى هذا الشأن ان حفيده كان يدرس بالمدرسة الابتدائية فى قرية البياضية وقام احد المدرسين عن سؤاله عن عدد الطوائف المسيحية فى البياضية فأجاب فى براءة تامة : بروتستانت – كاثوليك – مسلمين – ارثوذكس وهو خالى الذهن تماما من ان المسلمين من ديانة اخرى .. وهذا نتاج روح المحبة التى تعلمها فى منزل جده المبارك ابونا سيداروس . + على الرغم من كبر سن القديس ابونا سيداروس فى اواخر ايامه الا انه كانت تبدو عليه هالة من الصفاء تشع اشعاعا عجيبا كما كان يتكلم بسلطان عجيب إلى درجة تبهر السامعين له .... وقبل نياحته باثنين وعشرين يوما قال لمن حوله : بعد 22 يوم سانتقل من هذا العالم وتم قوله فعلا ففي يوم 14 اكتوبر سنة 1959م رقد فى الرب بعد حياة صالحة وجهاد عظيم .. وحملته الاعناق وهى تربت على صندوقه الذى يحمل جسده المبارك وادخلوه مقبرة متواضعة حتى يتم عمل مدفن لائق به وهم يرددون ( مع المسيح ذاك افضل جدا ) ... وبعد حوالى ستة شهور تم اعداد المقبرة اللائقة به وتم استخراج الصندوق من المقبرة القديمة واضطروا إلى فتح الصندوق واذ بجسد القديس كما هو لم يتغير وتفوح منه روائح عطرة مثل الطيب والبخور فمجدوا الرب الذى يتمجد فى قديسيه فى كل مكان و زمان .... صلاتــه تكـــون معنـــــا اميـــــن المراجع : كتاب قصة الكنيسة القبطية / د. ايريس حبيب المصري كتاب قديس البياضية القمص سيداروس اخنوخ / القس يؤانس كمال |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن عيد النيروز |
موضوع متكامل عن الصليب |
الصليب (موضوع متكامل) |
الاتضاع (موضوع متكامل) |
موضوع متكامل العشور |