رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
امتثالًا لإرادة السماء خرج الراهب المتوحد بعد أن وضع فى صمت ملابسه فى «صُرة» صغيرة- وماذا نتوقع من ممتلكات راهب ترك الدنيا وعاش فى البرية؟ وتبعه أبناؤه وأحباؤه يودعونه متطلعين إلى طلعته الملائكية. ووسط هذا المشهد المؤلم للجميع وقف هو يخفف عنهم مرددًا: «هذه مشيئة الله الذى مقاصده سامية وهو لن يتخلى عنى.. فالذى يوفر الغذاء لأضعف طير، سوف يعطينى السكن والخبز.. لا تقلقوا إذن علىّ». ثم بارك مودعيه وسلم الطاحونة للمسئولين عن إدارتها، ونزل إلى منطقة دير الملاك القبلى بمصر القديمة ضيفًا على الأب الكاهن القمص أقلاديوس. وعندما كنت أتوجه لزيارة كنيسة مار مينا بمصر القديمة- عند محطة مترو الزهراء- كنت أعرج على كنيسة الملاك القبلى، وأتوجه لزيارة الحجرة التى أقام بها الناسك الأب مينا البراموسى المتوحد. هكذا ترك الأب مينا المتوحد تل طواحين الهواء دون أن يكون له مكان يتمتع بخصائص الهدوء والسكينة والبُعد عن العمران. نعم لم يهتم الراهب المتوحد كثيرًا عندما هم بالهبوط من تل الطواحين، ولم يخطر بباله تساؤلات على شاكلة: إلى أين أذهب؟ ومَنْ أقصد من الناس؟ وما مصيرى كراهب يسعى لحياة التوحد والبُعد عن الناس للاتحاد بالواحد؟ وما خدمتى التى يرتبها لى الرب؟ هكذا ألقى المتوحد حمله كله- بثقة كاملة- على الرب فلم يتركه لحظة واحدة بل رتب له العديد من الخدمات الجليلة التى نمت بالصلوات، وأصبحت علامات بارزة فى حقل خدمة الكنيسة والوطن أيضًا، حتى صار الناس يتهامسون فيما بينهم: «أين أيام البابا كيرلس السادس؟». بعد فترة اهتم بعض المحبين لكنيستهم أن يقيموا كنيسة القديس مينا بالزهراء، وأعتقد أن تأسيسها كان عام ١٩٤٧، وقامت الكنيسة بتقديم خدمات متنوعة لم تكن موجودة من قبل بالمنطقة كخدمة القرى والمرضى والفقراء وخدمة الطلبة المغتربين جسديًا وروحيًا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة الراهب المتوحد مينا |
قصة اختيار الراهب مينا المتوحد! |
الراهب المتنيح جبرائيل الانبا بولا |
الراهب أيوب المحرقي المتنيح (الراهب اللغز) |
المتنيح الراهب القمص أنجيلوس السرياني |