الرَّبَّ الرؤوفَ والرحيمَ، في رأفتِهِ بِنَبيِّهِ، رأى غمَّه الشديد وغيظَه بسبب أن الله أشفقَ على هذه المدينة العظيمة، وأرادَ أن يعلِّمَهُ درسًا يكشف له من خلاله عن قلبِهِ المليء بالحنان والرحمة، فبينما كان يونانُ يجلس شرقي المدينة خارجًا، تحت مظلة صنعها لنفسه، أعدَّ الربُّ الإلهُ له يقطينةً ، فظلَّلتِ اليقطينةُ رأسَهُ الذي عانى كثيرًا في بطن الحوت من عُشب البحرِ الذي كان مُلتفًّا عليهِ (2: 5)، ففرِحَ يونانُ من أجلِ اليقطينةِ فرَحًا عظيمًا (4: 6)، وهذه تُعَدُّ من أعمالِ الرَّحمةِ الَّتي يعملها الرَّبُّ نحوَ عبيدِهِ وأتقيائِهِ (مز145: 8، 9).