كان صمود التسالونيكيين وصبرهم واحتمالهم، وسط كل هذه الاضطهادات والضيقات، دلائل على معاملات الله العادلة؛ فلو لم يدعمهم ويُشددهم ويُشجعهم، ولو لم يحصلوا على قوته الإلهية، لما كان باستطاعتهم إظهار كل ما أظهروه من الصبر والإيمان خلال تألمهم لأجل المسيح، ولذلك يقول لهم الرسول: «صَبْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ اضْطِهَادَاتِكُمْ وَالضِّيقَاتِ الَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا، بَيِّنَةً (دليل واضح) عَلَى قَضَاءِ اللهِ الْعَادِلِ (سياسة الله وحكمته)، أَنَّكُمْ تُؤَهَّلُونَ لِمَلَكُوتِ اللهِ الَّذِي لأَجْلِهِ تَتَأَلَّمُونَ أَيْضًا» (2تس1: 4، 5).
لقد برهنوا - بواسطة احتمالهم البطولي- على أنهم أهل لملكوت الله. وهذا طبعًا ليس معناه أن دخولهم الملكوت هو على أساس أي استحقاق شخصي عندهم، فلا أحد يستطيع أن يدخل الملكوت إلا على أساس استحقاقات المسيح وحده، ولكن الذين يتألّمون هنا في سبيل الملكوت، يُظهرون ويُبرهنون أنهم سيكونون في عداد الذين سيملكون مع المسيح في ذلك اليوم (رو8: 17؛ 2تي2: 12).