تخيل معي: أمًّا وهي ترى ابنها الغالي على قلبها يموت أمام عينيها، معلَّقًا على الصليب، عاريًا، متألِّمًا، مُهانًا. الشوك على رأسه، والمسامير في يديه ورجليه، والدم ينزف من كل جسده الكريم. تقف عاجزة عن فعل أي شيء، لكن تنظر إليه فقط، والألم يعتصر في قلبها.
سمعت من سمعان البار، من أكثر من ثلاثة وثلاثون سنة، عبارة غريبة، وربما لم تفهم معناها في ذلك الوقت، وهي: «وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ» (لوقا2: 35)، وجاء الوقت الذي فيه تحقَّقت هذه النبوة، فاجتاز في نفسها سيف الألم والحزن المفرط.