رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحَبَل بلا دنس شهادةٌ لنا على أنّ الشر لن ينتصب في وجه الله حتى يطالَ الجذور. فالخطيئة أمرٌ ممكن تجاوزُه، لأنها فَقَدَتْ من حدّتها وسطوتها. حتى الخطيئة الأصليّة لا يمكنها أن تُفسد التدبير الإلهي، وإنْ هي عرقلتْ كثيراً تجاوُبَ الإنسان مع ذلك التدبير. الحبل بلا دنس يُظهِر أنّ البشريّة، في إحدى نسائها، اشتركتْ في التدبير الإلهيّ الأزلي... وهو تأكيد على أنّ في أعماق الإنسان ما قد ظهر في العذراء: صورةُ الله، وإنْ مغشّىً عليها من جرّاء الخطيئة. أجل، في كلّ إنسان، ولو أكبر الخاطئين، علامةُ الله. فلا يحقّ لأحد أن يحتقر أحداً أو ييأس منه، وذلك باسم تلك العلامة المُتبقّية. لا شكّ في أنّ إرثَ الخطيئة الأصليّة يرمي على الوجود البشريّ ستاراً من الحزن والقلق. ولكن، كما يقول جان غِيتُون، ((في نقطةًٍ معيَّنة (في مريم)، قد مُزِّقَ الستار، ومن تلك الفتحة الوحيدة، ظهر إشعاع نورٍ آخر. هنا ترويضٌ للخطيئة الأصليّة، هنا تجاوُزٌ لها، هنا انتصارٌ عليها، لأنّها لم تَنَلْ من تلك التي هي حقّاً أمّنا، فنحن بالتالي معها مشتركون... فكما لا يجوز ذِكرُ جهنّم بدون ذكر الجلجلة المخلِّصة كذلك لا يجوز ذكرُ الخطيئة الأصليّة بدون ذكر الحَبَل بلا دنس.)) |
|