عن حياه قداسه البابا كيرلس السادس جزء 9 ( نداء مارمينا و التخلي عن الطاحونه )

[walaa farouk]

. تابع عن حياه قداسه البابا كيرلس السادس ..... جزء 9
...... نداء مارمينا و التخلي عن الطاحونه .......



رجع القمص مينا الي القاهره و كانت الحرب الثانيه علي اشدها و اتخذت قوات الحلفاء
الجبل الشرقي حيث يقيم القمص مينا نقطه دفاعيه عن مدينه القاهره و كان القمص مينا نحل هذه القوات و لما اشتدت وطأه الغارات الجويه اشفق قائد القوات عليه و خشي ان يلحقه
ضرر من جراء بقائه في وسطهم و طلب منه النزول من الجبل و الاحتماء بالمساكن فنزل عن ارادته و اقام فتره من الزمن متنقلا بين دير الملاك القبلي و كنيسه بابلون الدرج و من ثم فكر و فكر معه محبوه في اقامه مكان ليقيم فيه يحتوي مسكنا صغيرا و كنيسه باسم الشهيد مارمينا و ابتدأ في تنفيذ الفكره فاشتري قطعه ارض لم تكن تتجاوز المائه و خمسون مترا ثم زيدت الي خمسمائه لتتسع الكنيسه و ملحقاتها الضروريه و خططها حنا نسيم و ابتدأ العمل بنشاط حتي انتهي بناء الكنيسه و فوقها قلايه لاقامه القمص مينا و بعد فتره و جيزه تم بناء دير الشهيد مارمينا ليأوي اليه الغرباء من طلبه الكليات بالقاهره كما انه صار مقصد طلاب البركه و اصبح الدير خليه عامره بالابناء المباركين ......
..... دعوه السماء و القرعه الهيكليه .........
في يوم الاحد 19 ابريل سنه 1959 و هو اليوم المحدد لأجراء القرعه الهيكليه اقيم قداس حضره احبار الكنيسه برئاسه المتنيح الانبا اثناسيوس و في مظروف ختمه بالشمع الاحمر وضعت ثلاث ورقات تحمل كل منها اسم احد المرشحين الفائزين في الانتخاب امام جميع الشعب و بحضور السيد دكتور ومزي ستينو و وضع المظروف علي المذبح و في نهايه القداس فتح المظروف امام احبار الكنيسه و الشعب جميعه و سحب شماس صغير ورقه منه خرجت تحمل اسم القمص مينا البراموسي المتوحد و هنا دقت اجراس الكاتدرائيه دقات
الفرح معلنه الاختيار الالهي كما فرح جميع الشعب .
و ابلغ النبأ للقمص مينا المتوحد فبكي كثيرا و هو يصلي و رفض ان تدق اجراس كنيسه الدير فرحا بهذه المناسبه حتي ينتهي القداس ....
....... زياره الاديره ......
تحتم طقوس الرسامه حضور المختار من الله من ديره الذي ترهبن فيه لذلك فقد توجه في فجر السبت 9 مايو سنه 1959 الي دير البراموس و معه عدد كبير من المطارنه و أعيان الشعب يستقلون عشرات السيارات و دخل الدير بين دقات الاجراس و استقبله الاباء الرهبان استقبالا جميلا و هم يلبسون حللهم الكهنوتيه و يرفعون الصلبان و يحملون المجامر و دخل كنيسه كليه الطهر العذراء الاثريه بالدير و سجد سجدات الخشوع من باب الكنيسه حتي حجاب الهيكل
ثم قام بخدمه القداس و اخذ بركه الدير و لم يترك مكانا فيه الا و زاره و اخذ بركته ....
........ الرســــامـــه ........
باكر الاحد 10 مايو 1959 ( 2 بشنس ) نزل القمص مينا البراموسي من المقر البابوي و امامه الشمامسه حاملين الصلبان و المطارنه و الكهنه بملابسهم الكهنوتيه و هتافات الشعب و اصوات الفرح تعلو الي عنان السماء ...
وقف المختار من الله امام باب الكنيسه الذي اغلق و سلموه المفتاح ففتحه و هو يقول ( افتحوا لي ابواب البر لكي ادخل و اشكر الرب لأن هذا هو باب الرب و فيه يدخل الابرار . اشكرك يا رب لأنك استجبت لي و كنت لي منقذا و مخلصا ) و دخل الكنيسه و سجد امام باب الهيكل و تقدم كبير المطارنه الانبا اثناسيوس و كان هو آخر مطران حي وضع البابا كيرلس الخامس اليد عليه .. و دعي اخوته الاساقفه للصلاه فوضعوا البشاير الاربع علي راسه ثم وضع اليد عليه و من بعده الاباء المطارنه و نادي هاباركوا يا اخوتي ابانا و راعينا المقام من لدن الله و رضا شعبه ثم البسوه الشباب الكهنوتيه و وضعوا علي راسه التاج و تقدم الي المذبح و قبله و تسلم عصا الرعايه من فوقه ثم اجلسوه علي الكرسي الرسولي كرسي مارمرقس الانجيلي و وقف ليقرأ الانجيل فلم يشأ ان يقول ( أنا هو الراعي الصالح ) بل قال ( قال المسيح انا هو الراعي الصالح ) و بعدها فاضت عيناه بالدموع الغزيره دموع الاحساس بعظمه المسئوليه و جسامتها و التذلل امام الله لطلب المعونه
...................... و للموضوع بقيه ........