يشهد الأُسقف غْرُوار (+1931)، من جمعيّة المنذورين لخدمة مريم البريئة، ويقول: "كنتُ في العاشرة، وكنت أٌسبّب لأبي الكثير من الغمّ والحزن، بطيشي الكبير، حتّى أنه ـ على الرغم من كونه شرطيّاً ـ قد يَئِسَ مني... في أحد الأيّام، إذ كنت قد تغيّبت عن المدرسة لأتسكّع ,"أتشَيطن"، قَبَضَ عليّ وقادني إلى الكنيسة. ضَغَطَ عليّ من ذراعي وأركعني أمام مذبح العذراء، ثم قال: "يا عذراء، إنه لك. حاولي أن تصنعي منه شيئاً. فأنا قد يئست." "يبدو أنّ طلبه قد استُجيب، إذ إنّي بعد قليل قُبِلتُ في المدرسة الإكليريكيّة الصغرى... ولمّا، بعد عشر سنوات، أُعلمتُه بأنّي ذاهب للرسالة في كَنَدا، لم يستطع إلاّ أن يشهق ويقول: "ولو يا عدرا!.. ضروري تِقْبَضيها جدّ، لهالحدّ؟" "وأنّي إن اتّخذت لي شعاراً، يومَ سيامتي أُسقفاً، العبارةَ "تحت ذيل حمايتك"، فاستذكاراً لذلك المشهد." يقول بولس السادس، في "فعل الإيمان" الذي كتبه، إنّ مريم "تُواصل في السماء دورها الأمومي حيالَ أعضاء المسيح، بمساهمتها في ولادة ونموّ الحياة الإلهيّة في النفوس المفتداة."