إنّ المسيح، كلمة الله، هو أمس واليوم وإلى الأبد. وكلمته لا تزال حاضرة في عالمنا فاعلة في حياتنا. لقد كلّم الآباء في القديم ففعلوا ما أمرهم به. كلّم الأنبياء فحملوا كلمته إلى الشعب. وكل الذين سمعوا كلمته وحفظوها استحقوا الطوبى التي قيلت في مريم. نسمع كلامه اليوم في الكتاب المقدس ونسمعه عبر الأحداث اليومية وظروف حياتنا. كلمته تدوي في أعماق ضميرنا.
فما يكون موقفنا وجوابنا؟ أنصغي إليه ونفضل سماع كلمته أم نفضل سماع كلام الناس ونداء الهموم والغنى والملذات؟ كلامه يدعونا إلى حمل الصليب وإلى الدخول من الباب الضيق بينما كلام الناس يقودنا إلى الطريق الرحب المؤدي إلى الهلاك. الأصوات المتعددة تنادينا. فلنتعلم من العذراء أن نميز صوت الله لنتبعه.
الأحاديث الكثيرة تلهينا. فلنتعلم من العذراء أن نسمع كلام الله ونعمل به فنستحق ما قاله: هنيئاً لمن سمع الله ويحفظها.