رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنودة الثالث إن أردت أن تهرب من المديح، ينبغي أن تخفى أعمالك الفاضلة عن الناس. لأنك إن كنت تعمل الخير من أجل الله، وليس من أجل كرامة من الناس، فماذا يهمك إن كان الناس يرون هذا الخير منك أو لا يرونه، بل إن إظهار فضائلك لهم، قد يفقدك أجرك عند الله، إذ تكون قد استوفيت خيراتك على الأرض (مت6). في إحدى المرات، تقابل بعض رهبان شيهيت مع الأم سارة، وكشفوا لها أفكارهم. فقالت لهم بالحقيقة أنكم إسقيطيون. الذي لكم من الفضائل تخفونه. وما ليس فيكم من النقائص تنسبونه إلى أنفسكم.. وفي مرة أخرى، كان يعيش في برية شيهيت راهب سوري الأصل. هذا جاء إلى القديس مكاريوس الكبير وقال له "لي سؤال يا أبي: عندما كنت في سورية، كنت أستطيع أن أصوم كثيرًا، وأطوى الأيام صومًا. أما الآن في مصر فلا أستطيع أن أكمل اليوم صومًا فلماذا؟". وحيث أن الأديرة في سورية كانت في المدن في وسط الناس، لذلك ردَ عليه القديس مكاريوس قائلًا "لقد كنت تطوى الأيام صومًا لأنك كنت تتغذى على المجد الباطل، الذي هو مديح الناس لك أثناء الصوم والانقطاع عن الطعام. أما في البرية فلا يراك أحد، ولذلك تجوع بسرعة"! لذلك قال القديسون: إن الفضائل إذا عُرفت، تبيد وتنتهي. وبسبب هذا، كانوا يخفون فضائلهم ومعرفتهم وحكمتهم. أما إن أراد الله أن يُظهر فضائلك وحكمتك، فلتكن مشيئته. ولكن لا يكن ذلك منك أنت. فحاذر أن تفتخر بنفسك، أو أن تجلب لنفسك صيتًا حسنًا. |
|