عيد الشعانين هو الفرصة لْنصعَدْ معًا جبلَ الزيتونِ لملاقاةِ المسيحِ العائدِ اليومَ من بيتَ فاجي متقدّمًا إلى القدس يومِ آلامِه ليُتمِّمَ سرَّ خلاصِنا. لنُسرِعْ ولْنقتَدِ بالجموعِ التي أسرعَتْ لملاقاتِه، لا بحملِ أغصانِ الزيتونِ أو سَعَفِ النخلِ، ولا بفرشِ الثيابِ أمامَه على الطريق، بل أن نسجدُ له بأنفسِنا، بكلِّ قِوانا وإرادتِنا، ونستقبلُه بروحٍ منسحقةٍ وبنِيَّةٍ مستقيمةٍ وبعزمٍ ثابت. وبدَلَ بسط الثيابِ أمامَه، لِنُلقِ بأنفسِنا أمامَ قدمَيْه ساجدِين. ولْنردِّدْ مع الأطفال هتافهم، تعبيرا عن إيماننا فيما تهتزُّ أغصانُ أنفسِنا وأرواحِنا: "مُبَارَكٌ الآتِي بِاسمِ الرَّبِّ". تمجيدا للمسيح الملك الذي خلصنا في الماضي ويخلصنا اليوم. فملكنا الوديع حاضر فيما بيننا، هو خلاصنا وقوتنا وحياتنا. فالحياة اقوى من الموت. و"قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات هي تذكير دائم بأن قوى الشر والموت لن تتغلب على الحياة، بل أن الحياة ستنتصر على الموت وظلامه" كما جاء في رسالة الفصح المجيد لبطاركة ورؤساء الكنائس في القدس 2018).