رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنودة الثالث داود صاحب المزمار والقيثار والعود، الذي له مواهب في الشعر وفي الموسيقي. وهو رجل حرب "جبار بأس" (1صم 16: 18). هو الذي هزم جليات (1صم 17). وقبل ذلك قتل الدب والأسد في شجاعة، ولم يخف منهما (1صم 17: 35، 36). داود هذا، بما له من موهبة النبوة. وقد صار مسيحًا للرب، بعد أن مسحه صموئيل النبي، وحل عليه روح الرب (1صم 16: 13). داود هذا بكل مواهبه، سمح الله أن يقوم ضده شاول الملك بكل عنف، ويذل حياته. ويطارده من برية، ويدبر المؤامرات لقتله.. وعاش ذليلًا أمام شاول، حتى قال عن نفسه إنه برغوث، وكلب ميت (1صم 24: 14). بل سمح الله أن يسقط داود ويخطئ. فكانت سقطته هذه سبب ذل لنفسه من الداخل، وحياة غارقة في البكاء والدموع، حتى قال "تعبت في تنهدي. في كل ليلة أعوم سريري. بدموعي أبل فراشي" (مز6: 6). وقال للرب: " خير لي أنك أذللتني، لكي أتعلم فرائضك" (مز119: 71). نعم، كان خيرًا له ذلك الذل الذي عاش فيه، الذي يقيم توازنًا في داخله مع مجد النبوة، ورفاهية الملك، وموسيقي الناي والعود..! إنه درس روحي عميق، نتعلمه من هذا المزمور أن الله قد يسمح بالذل لأحد أبنائه من الأنبياء، لأن ذلك خير له، لكي يتضع قلبه، ولا تحوله الأمجاد المحيطة به إلي الكبرياء. |
|