رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من كتاب تأملات في سفر يونان النبي - البابا شنودة الثالث لا شك أن الله طويل البال في كسب الخطاة. ولا ييأس من أحد مهما كان متعمقا في شره لم ييأس من نينوى المدينة الفاسدة الشريرة الوثنية التي لا تعرف يمينها من شمالها. ولم ييأس من يونان العنيف الصلب، المقاوم لإرادة الله، المتمسك بكلمته، الذي لا يهمه خلاص أكثر من 120 ألف نسمة في سبيل أن كلمته لا تنزل إلى الأرض ولم ييأس من أهل السفينة الذين يعبدون آلهة كثيرة أن الله باله طويل في كسب الخطاة، ويرى أن الذي لا يتوب اليوم فقد يتوب غدا، والذي لا يتوب الآن فقد يتوب فيما بعد يونان يرفض أن يذهب إلى نينوى، ويأخذ سفينة ويهرب. أما الله فيطيل أناته على يونان. سأصبر عليك يا يونان حتى تذهب أخيرا. أن لم تذهب إلى نينوى في هذه المرة، فلابد أنك ستمضي إليها في المرة المقبلة. مهما هربت مني، فسأظل أتتبعك حتى ترجع. أن كنت تدخل إلى سفينة فسأدخل معك. أحيط بك من كل ناحية. تنزل إلى البحر،معك أيضا. تدخل إلى بطن الحوت،معك أيضا. أضع عيني عليك في كل موضع، حتى ترجع. لا تظن أن العالم ينجح في أن يجعلك تهرب مني، أو أن عنادك يمنعني عنك، أو يمكنك من أن تبعد عني حقا ما أجمل قول داود النبي : " أين أهرب يا رب من روحك؟ ومن وجهك أين أختفي؟" (مز139: 7) أن الإنسان صعب جدا في معاملاته. أحيانا نغضب بسرعة من أصدقائنا، ومن أقل تصرف نقطع علاقاتنا بهم، وننسى محبتهم القديمة ومحبتنا لهم. صدورنا تضيق بسرعة ولا تحتمل. وعمل واحد للناس يجعلنا نحكم على حياتهم كلها حكما قاسيا ولا نرجع فيه أما الله فليس كذلك، انه لا يتخلى عن أحبائه بسرعة مهما أخطأوا |
|