عن التمرين الدائم على مطالعة الكتب المقدسة

[walaa farouk]

☦︎♡ ‏‎عن التمرين الدائم على مطالعة الكتب المقدسة

‏‎ان النبي العظيم داود لعلمه بالفائدة الجمة من مطالعته الكتب المقدسة كان دائما يصغي بكليته اليها ويتلذذ بالحديث عنها . أما هو القائل : طوبى للرجـل الذي لم يسلك في مؤامرة الاشرار ، ولم يقف في طريق الخاطئين ولم يجلس في مجلس المستهزئين ، ولكن في ناموس ارادته بل بناموسه يلهج نهـاراً وليلا ، ويكون كغرس مغروس على سواقي المياه يعطي ثمره في حينه وورقه لا يذبـل وكل ما يعمل يصلح . ( مزمور ۱:۱-۳ ) فوجود الشجرة على سواقي الميـاه يعطيها الري الدائم الواقي اياها من تقلبات الطقس فلا تضرها اشعة الشمس المحرقة ولا الهواء الجاف لان الرطوبة الكافية داخلها تلطف لها حرارة الشمس. هكذا النفس الواقفة امام ينابيع الكتابة الالهية تستقي منها الحياة وتنعم بندى الروح القدس أيضا فلا خوف عليها من تقلبات الحياة المكدرة واذا تعرضت لمرض او لوم او نميمة او قدح او استهزاء او تهاون او صبت عليها مصائب الدنيا فانهـا تتغلب على الصعوبات كلها بسهولة وتجد التعزية الكافية في مطالعة الكتب المقدسة . وبالاجمال لا شيء كمطالعة الكتاب المقدس يعزي في الاحزان والشدائد ، لان كل الاشياء فانية ووقتية ، تزول التعزية بزوالها . اما مطالعة الكتب المقدسة فهي محادثة مـع الله واذا كان الله تعزيتنا فأي شيء يستطيع ان يوقعنا في اليأس .

‏‎فلنطالع الكتابة المقدسة جيداً لا في اثناء الصلاة عند وجودنا في الكنيسة

‏‎فقط بل عند الرجوع الى البيت لنكون أمينين على انفسنا فليأخذ كل منا التوراة بيده ويفهم ما قيل فيها . هذا اذا اردنا الفائدة الدائمـة الكافية من مطالعة الكتب المقدسة . فان الشجرة المغروسة على مجاري المياه لا تتصل بالماء ساعتين او ثلاثا في النهار بل اتصالها دائم ليلا ونهاراً . ولذلك تزدان بالاوراق وتعطي الثمار الجيدة في حينها . ان اليد البشرية لم تسقها ، ولكنها تمتص الرطوبة بواسطة جذورها وتوزعها على اعضائها . هكذا الانسان المواظب على مطالعة الكتب المقدسة والواقف عند ينابيعها يجيز لنفسه المنفعة العظيمة ، وان لم يكن لديه من يفسر له الاقوال الالهية لانه يشبه الشجرة التي تمتص الغذاء بواسطة جذورها .

☦︎♡ الامالي الذهبية للقديس يوحنا الذهبي الفم ☦︎♡