وكانَ يُكَلِّمُهُم بِأَمْثالٍ كَثيرةٍ كهذِه، لِيُلْقِيَ إِلَيهم كلِمةَ الله، على قَدرِ ما كانوا يَستَطيعونَ أَن يَسمَعوها.
تشير عبارة " يُكَلِّمُهُم بِأَمْثالٍ كَثيرةٍ " الى امثال كثيرة لم يذكر مرقس سوى ثلاثة منها: مثل الزارع (4: 1-20) ومثل السراج (4: 21-23) ومثل حبة الخرذل (4: 32).
واما متى فذكر سبعة منها في الفصل الثالث عشر:
مثل الزارع (13: 3-23) ومثل الزؤان (13: 24-30)،
ومثل حبة الخرذل (13: 31-32) ومثل الخميرة (13: 33-35)
ومثل الكنز واللؤلؤة (13: 44-46) ومثل الشبكة (13: 50)
مثل الجديدة القديم (13: 51-52).
تهدف هذه الامثال ليس للإيضاح فقط بل ايضا لإيقاظ للضمير وتحريكه وللتفكير الجدّي. ومن هنا يُمكن ان نستنتج ان يسوع يُكلم الجموع بالأمثال لسببين: السبب الأول من اجل ان يعرف التلاميذ اسرار الملكوت كما صرّح لتلاميذه " لأَنَّكم أُعطيتُم أَنتُم أَن تعرِفوا أَسرارَ مَلكوتِ السَّمَوات (متى 13: 10-15).
واما السبب الثاني فهو لإيصال وحي اسرار الله الى السامعين، كما ما ورد في تعليم متى الإنجيلي " أَتَكَلَّمُ بِالأَمثال وأُعلِنُ ما كانَ خَفِيّاً مُنذُ إِنشاءِ العالَم" (متى 13: 34).