منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 02 - 2022, 05:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

القديس يوحنا الذهبي الفم  معرفتنا للأمور الإلهية هنا محدودة



القديس يوحنا ذهبي الفم





يرى أيضًا أن معرفتنا للأمور الإلهية هنا محدودة وغاية في الضآلة، لكننا سنعرف الكثير في الحياة الأبدية، معتمدًا على قول الرسول "لأننا نعلم بعض العلم... ولكن متى جاء الكامل فحينئذ يبطل ما هو بعض" (1 كو 13: 9-10).... ومقارنة الرسول المعرفة الحالية والمعرفة في الحياة الأخرى بمعرفة الطفل ومعرفة الرجل الناضج، أو التطلع في مرآة في لغز والنظر وجهًا لوجه (1 كو 12: 11-12)، ومع هذا فإن المعرفة الكاملة التي في الحياة الأخرى تقدم لنا قدر ما نستطيع أن ندرك هناك.
فيما يلي ترجمة للعظة الخامسة عشر على إنجيل القديس يوحنا التي تحمل ذات الأفكار الواردة في مقالاته الاثنى عشر عن عدم إدراك طبيعة الله:
["الله لم يره أحد قط" (يو 1: 18).
بماذا تجيب على الصوت القدير لإشعياء القائل: رأيت الرب جالسًا على عرش عال ومرتفع" (إش 6: 1)؟ وعن يوحنا الذي يشهد له: "قال إشعياء هذا حين رأى مجده" (يو 12: 41).
وماذا نجيب عن حزقيال القائل إنه رآه أيضًا جالسًا فوق الشاروبيم (حز 21: 1)؟
وماذا عن موسى نفسه القائل: "اكشف لي عن مجدك لكي أراك لأعرفك" (خر 33: 13 LXX
وماذا عن دانيال القائل: "جلس القديم الأيام" (دا 7: 9)؟
ويعقوب أخذ اسمه عنه نفس الأمر، فقد دُعيَ "إسرائيل" إذ تعني الكلمة "يرى الله"(32).
إذن كيف يقول يوحنا: "الله لم يره أحد قط"؟

هذه إعلانات، كلها أمثلة عن تنازله، وليست رؤى لجوهره بالكشف عنه. لأنهم لو نظروا جوهره ذاته لما رأوه تحت أشكال مختلفة، إذ هو بسيط، بغير شكل ولا أعضاء ولا أساليب محددة، طبيعته لا تجلس ولا تقف ولا تمشي، فإن هذه الأمور كلها تخص الأجساد، أما كيف هو... هو وحده الذي يعلم، هذا ما أعلنه بواسطة نبي قائلًا: "كثرت الرؤى، وبيد الأنبياء مثلت أمثالًا تشبيهات" (هو 12: 10)، بمعنى: أني أتنازل ولست أظهر كما أنا حقيقة.
فإذ كان ظهور ابنه في الجسد قد اقترب هيأهم منذ القديم لرؤية الله قدر ما يستطيعون. أما ما هو الله حقًا، فإنه ليس فقط لا يراه المؤمنون، بل ولا يراه الملائكة ولا رؤساء الملائكة. إذ سألتهم تسمعهم لا يجيبون بشيء عن جوهره، بل يرسلون: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو 2: 14).
إن أردت أن تعرف شيئًا عن الشاروبيم والسيرافيم اسمع التسبحة السرية التي تخص قداسته: "السماء والأرض مملوءتان من مجده" (إش 6: 3)، إذ يقول داود: "سبحوه يا كل جنوده" (مز 148: 2).
إن سألتم عن القوات العلوية تجدون عملهم الوحيد هو تسبيح الله،
لكن الآب وحده هو الذي يراه، والروح القدس.
كيف تقدر طبيعة مخلوقة أن تعاين الطبيعة غير المخلوقة؟
إن كنا لا نقدر مطلقًا أن نشاهد أية قوة روحية حتى المخلوقة مثل الملائكة، فكم بالأحرى لا نقدر أن نرى الجوهر الروحي غير المخلوق، لذلك يقول بولس: "الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه" (1 تي 6: 16). هل هذه الخاصية تخص الآب وحده دون الابن؟ حاشا لنا أن نفكر هكذا! إنما تخص الابن أيضًا. لكي تعرف هذا، اسمع بولس الذي يقول عنه ذات الأمر: "صورة الله غير المنظور" (كو 1: 15). فإن كان هو صورة غير المنظور يلزم أن يكون غير منظور، وإلا فلا يكون صورته.
لا تعجب من بولس حين يقول في موضع آخر: "الله ظهر في الجسد" (1 تي 3: 16)، فقد تحقق الظهور خلال الجسد، لكن ليس ظهورًا للجوهر.
أضف إلى هذا أن بولس يتحدث عنه كغير منظور، ليس فقط بين البشر، بل وأيضًا بين القوات العلوية، إذ بعد قوله "ظهر في الجسد" يقول "تراءى لملائكة". عندما لبس الجسد صار منظورًا حتى بالنسبة للملائكة. أما قبلًا فلم تره الملائكة، إذ جوهره غير منظور حتى بالنسبة لهم.
ربما يسأل البعض: إذ كيف يقول المسيح: "لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار، لأني أقول لكم إن ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماوات" (مت 18: 10)؟ هل لله وجه؟ وهل يحد بالسماوات؟ يا له من جنون أن نزعم هذا. إذن ما هو معنى هذه الكلمات؟ إنها كقوله: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 18). أنه يقصد الرؤية العقلية الممكنة لنا، حيث يكون لنا الله في فكرنا. هكذا أيضًا بالنسبة للملائكة فإننا نفهم أنه بسبب نقاوة طبيعتهم الساهرة لا يفعلون شيئًا سوى أن يتصوَّروا الله على الدوام أمامهم.
لهذا يقول المسيح "لا أحد يعرف الآب إلا الابن" (مت 11: 27). ماذا إذن، هل جميعنا نجهل الآب؟ حاشا، لكن ليس أحد يعرفه كمعرفة الابن له. كثيرون رأوه في شكل رؤى يسمح لهم بها، لكن ليس من يرى جوهره. كثيرون منا يعرفون الله، أما جوهره فلا يعرفه أحد، غير المولود منه. إذ يقصد بكلمة "يعرف" أن تكون له فكرة دقيقة وإدراك كما للآب نحو الابن. "كما أن الآب يعرفني أنا أعرف الآب" (يو 10: 15).
لاحظ بأي كمال يتحدث الإنجيلي، فإنه إذ يقول "الله لم يره أحد قط"، لا يكمل القول: "الابن الذي يرى هو خبر" إنما يتحدث عن الرؤية بأكثر من هذا يقول، "الذي هو في حضن الآب هو خبر". فمن يكون في الحضن تعني أكثر من الرؤية. فمن يرى فقط لا تكون له معرفة دقيقة في كل شيء، أما الذي في الحضن فلن يجهل شيئًا عنه...
إنه يشير إلى الابن الحقيقي، الواحد، الذي له ثقة عظيمة نحو أبيه، والذي ليس بأقل منه
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هي قصة أذن القديس يوحنا الذهبي الفم
القديس يوحنا الذهبي الفم
القديس يوحنا الذهبي الفم
القديس يوحنا الذهبي الفم
القديس يوحنا الذهبي الفم


الساعة الآن 12:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024