القديس يوحنا ذهبي الفم
طقوس أخرى
حملت كتابات القديس وعظاته الكثير من الطقوس التعبدية والتنظيمات الكنسية بغير حصر، نذكر على سبيل المثال: طقس التسبيح والترنم، إذ يقول:
"لا شيء يعطي للنفس أجنحة، وينزعها عن الأرض، ويخلصها من رباطات الجسد، ويعلمها احتقار الأمور الزمنية مثل التسبيح بالنغمات الموزونة".
"النفس بطبيعتها حسَّاسة للموسيقى، فلكي يحرم الله الشياطين من أن توحي للبشر بالأغاني الخليعة وضع لهم المزامير لحمايتهم، فهي نافعة ومحببة في نفس الوقت. بالأناشيد الروحية تنطلق النفس مع الشفتين بنعمة الروح القدس".
كما أوضح كيف استخدم طقس التجنيز التسبيح بالمزامير، إذ يقول:
"فكر بماذا ترنم في هذه المناسبة؟
"ارجعي يا نفسي إلى موضع راحتك لأن الرب قد أحسن إليك" (مز 116: 79).
وأيضًا: "لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز 23: 4).
وأيضًا: "أنت ملجأي من الغم الذي أحاط بي" (مز 32: 7).
تأمل، ماذا تعني هذه المزامير؟ لكنك لا تعطي اهتمامًا لمعانيها بل تسكر حزنًا. تأمل باهتمام أن الأحزان الخاصة بموت الغير إنما هي لعلاجك.
"ارجعي يا نفسي إلى راحتك لأن الرب أحسن إليك". اَخبرني، هل تقول أن الرب أحسن إليك وأنت تبكي؟ أما يكون هذا تمثيلًا، أو يكون رياءًا؟ فإن كنت تؤمن حقًا بما تقول فلا موضع لحزنك، لكن إن كنت تقوم بدور تمثيلي وتظن أن هذه الأمور واهية، فلماذا تُغني بالمزامير...؟ لماذا لا تطرد المرتلين بها؟"