رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالَ لَهم يسوع: ((الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يُعطِكُم موسى خُبزَ السَّماء بل أَبي يُعطيكُم خُبزَ السَّماءِ الحَقّ تشير عبارة "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم" إلىقول اعتاد يسوع التفوه به كمقدمة لكل موضوع هام شرع في تعلميه. أمَّا عبارة "لم يُعطِكُم موسى خُبزَ السَّماء بل أَبي يُعطيكُم خُبزَ السَّماءِ الحَقّ " فتشير إلى التعارض بين زمن موسى وزمن يسوع، بين المَنَّ في مصر والخبز الحقيقي ونوعيته، ينفي يسوع أنَّ موسى هو الذي أعطى المَنَّ، وهذا المَنَّ لم يكن خبزاً من السماء بالمعنى الحقيقي الذي يقي النفس من الموت الأبدي، بل "ظلا" للخبز الذي أعطاه يسوع المُعطي الحياة للعالم كما جاء في تعليم بولس الرسول "فما هذه إِلاَّ ظِلُّ الأُمورِ المُستَقبَلة، أمَّا الحَقيقَةُ فهي جَسَدُ المسيح" (قولسي 2: 17). صحَّح يسوع قول اليهود: الآب هو الذي أعطى المَنَّ، لا موسى، واليوم هو يعطي الخبز الحقيقي، الحياة الأبدية التي ننتظرها بواسطة الابن. وهكذا بدا موسى صورة عن يسوع (يوحنا 1: 17، 5: 45-46). ويعلق القديس كيرلس الكبير "أنه لم يكن موسى ونفسه صانع عجائب، بل بالأحرى كان خادمًا وفاعلًا في خدمة أمور الله للشعب، وأيضًا في خدمة أمور بني إسرائيل تجاه الله". |
|