رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تَعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَفْنى بلِ اعمَلوا لِلطَّعامِ الَّذي يَبْقى فَيَصيرُ حَياةً أَبَدِيَّة ذاكَ الَّذي يُعطيكموهُ ابنُ الإِنسان فهوَ الَّذي ثبَّتَه الآبُ اللهُ نَفْسُه، بِخَتْمِه. "ثبَّتَه الآبُ اللهُ نَفْسُه، بِخَتْمِه" فتشير إلى وثيقة تأكيد الله صحة رسالة يسوع، ابن الإنسان الذي أتى من السماء، من خلال الآيات التي يُجريها. وشهد الآب بقداسة ابنه يسوع وميَّزه عما سواهُ من البشر (رؤيا 7: 2-3)، وصادق عليهِ جهارًا وقت حلول الروح القدس عليهِ (يوحنا 33:1). وفي الواقع، يتخذ الناس الختم للتثبيت (1 ملوك 21: 8) ، والمعنى أن الله عيَّن المسيح منذ الأزل لكي يعطي الحياة لأبدية ( يوحنا 10: 26) وشهد له عند المعمودية وبالمعجزات التي أجراها على يده فكانت تلك كختم لإثبات أن الله عيَنه. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "الآب ختم" ليس ألا أنه "أقر" أو" أعلن بشهادته. فالمسيح في الحقيقة أقر عن نفسه، ولكنه إذ كان يحاور اليهود قدَّم شهادة الآب له ". وختمه أيضاً يشير أن الآب قدَّسه الآب" (يوحنا 10: 36) أي خصَّصه لذبيحة الصليب، وعيّنه للذبح وبالتالي عيّنه ليكون طعاماً وخبزاً للحياة الأبدية، فالخراف التي كانت تقدم كذبائح كانت تفحص أولًاً من قِبل الكهنة ثم يختمها الكهنة أنها بلا عيب وصالحة لتقدم كذبيحة. ويرى بعض المفسِّرين عبارة " ثبَّتَه الآبُ اللهُ نَفْسُه، بِخَتْمِه " تلميحا إلى معمودية يسوع ذلك بأنهم يستندون إلى استعمال هذه اللفظ في لاهوت المعمودية كما جاء في تعليم بولس الرسول "في المسيح أَنتُم أَيضاً سَمِعتُم كَلِمَةَ الحَقّ أَي بِشارةَ خَلاصِكم وفِيه آمنُتُم فخُتِمتُم بِالرُّوحِ المَوعود، الرُّوحِ القُدُس"(أفسس 1: 13). إن موهبة الحياة الأبدية بالمسيح تُثبت نفسها بالأعمال. الأب لويس حزبون - فلسطين |
|