رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
عن مخطوطات بديرالسيدة العذراء (براموس )
يقول لنا الأنبا بمو أعلمكم يا أخوتى بما جرى فى يوم من الأيام سمعت صوتآيقول لى ثلاث مرات يا بمو يا بمو وهنا لفت إنتباهى أن هذا الصوت صوت من السماء وغير مألوف لدى إذ لم ينادينى أحد بإسمى كثيرآ فرفعت عينى إلى السماء وقلت تكلم يا رب فإن عبدك سامع فقال لى الصوت قم يا بمو وإسرع عاجلآ إلى البرية الجوانية حيث تلتقى بلأنبا كاراس فتأخذ بركته لأنه مكرم عندى جدآ أكثر من كل أحد لأنه كثيرآ ماتعب من أجلى وسلامى يكون معك . فخرجت من كنيستى وسرت فى البرية وحدى فى فرح عظيم وأنا لست أعلم الطريق فى يفين ثابت أن الرب الذى أمرنى سوف يرشدنى .. ومضى ثلاث أيام وأنا أسير فى الطريق وحدى وفى اليوم الرابع وصلت لإحدى المغارات وكان الباب مغلقآ بحجر كبير فتقدمت إلى الباب وطرقته كعادة الأخوة الرهبان وقلت أغابى ( أى محبة ) بارك على يا أبى القديس وللوقت سمعت صوتآ يقول جيد أن تكون هنا اليوم يا بمو كاهنكنيسة شهيت الذى إستحق أن يكفن القديسة الطوباوية إيلارية إبنة الملك العظيم زينون . ثم فتح لى الباب ودخلت وقبلنى وقبلته ثم جلسنا نتحدث بعظائم الله ومجده فقلت له يا أبى القديس هل يوجد فى هذا الجبل قديس أخر يشبهك فتطلع إلى وجهى وأخذ يتنهد ثم قال لى يا أبى الحبيب يوجد فى البرية الجوانية قديس عظيم العالم لا يستحق وطأة واحدة من قدميه وهو الأنبا كاراس . وهنا قلت له إذن يا أبى من أنت فقال لى أنا إسمى سمعان القلاعى وأنا لى اليوم ستون سنة لم أنظر وجه إنسان وأتقوت فى كل يوم سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة على هذا الحجر والذى تراه خارج المغارة وبعد أن تباركت منه سرت فى البرية ثانيآ ثلاث أيام بين الصلاة والتسبيح حتى وصلت إلى مغارة أخرى كان بابها مغلقآ فقرعت الباب وقلت بارك على يا أبى القديس فأجابنى حسنآ قدومك إلينا يا قديس الله أنبا بمو الذى إستحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية إبنة الملك زينون أدخل بسلام فدخلت ثم جلسنا نتكلم وقلت له علمت أنه فى هذا البرية قديس آخر فإذ به يقف ويتنهد قائلآ لى الويل لى أعرفك يا أبى أن داخل هذا البرية قديس عظيم صلواته تبطل الغضب الذى يأتى من السماء هذا الذى هو حقآ شريك للملائكة فقلت له وما هو إسمك يا أبى القديس فقال لى إسمى أبامود القلاعى ولى فى البرية تسعة وتسعون سنة أعيش على هذا النخيل الذى يطرح لى التمر وأشكر المسيح وبعد أن باركنى خرجت من عنده بفرح وسلام وإذ بى أجد إنى لا أستطيع أن أنظر الطريق ولا أستطيع ان أسير وبعد مضى بعض الوقت فتحت عينى فوجدت نفسى أسير أمام مغارة فى صخرة فى جبل فتقدمت ناحية الباب وقرعته وفلت أغابى وللوقت تكلم معى صوت من الداخل قائلآ حسنآ إنك أتيت يا بمو قديس الله الذى إستحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية إبنة الملك زينون . فدخلت المغارة وأخذت أنظر إليه لمدة طويلة لأنه كان ذا هيبة ووقار فكان إنسان منير جدآ ونعمة الله فى وجهه وعيناه مضيئتان جدآ وهو متوسط القامة ذو لحية طويلة ولم يتبقى فيها إلا شعيرات سوداء قليلة ويرتدى جلبابآ بسيطآ وهو نحيف الجسم وذو صوت خفيف وفى يده عكاز . ثم قال لى لقد أتيت إلى وأحضرت الموت معك لأن لى اليوم زمن طويل فى إنتظارك أيها الحبيب ثم قلت ما هو إسمك يا أبى القديس ؟ فقال لى إسمى كاراس فقلت له كم من السنين لك فى البرية قال منذ سبع وخمسين سنة لم أنظر وجه إنسان وكنت أنتظرك بكل فرح وإشتياق ثم مكثت عنده يومآ وفى نهاية اليوم مرض قديسنا الأنبا كاراس بحمى شديدة وكان يتنهد ويبكى ويقول الذى كنت أخاف منه عمرى كله جاءنى فيارب إلى أين أهرب من وجهك كيف أختفى حقآ ما أرهب تلك الساعة كرحمتك يارب وليس كخطاياى . ولما أشرقت شمس اليوم الثانى كان الأنبا كاراس راقدآ لا يستطيع الحراك وإذ بنور عظيم يفوق نور الشمس يضئ على باب المغارة ثم دخل إنسان منير جدآ يلبس ملابس بيضاء ناعمة كالشمس وفى يده اليمنى صليب مضئ وكنت فى ذلك الحين جالسآ عند قدمى الأنبا كاراس وقد تملكنى الخوف والدهشة وأما هذا الإنسان النورانى فقد تقدم نحو الأنبا كاراس ووضع الصليب على وجهه ثم تكلم معه كلامآ كثيرآ وأعطاه السلام وخرج فتقدمت إلى أبينا القديس الأنبا كاراس لأستفسر عن هذا الإنسان الذى له كل هذا المجد فقال لى بكل إبتهاج هذل هو السيد المسيح وهذه هى عادته معى كل يوم يأتى إلى ليباركنى ويتحدث معى ثم ينصرف فقلت له يا أبى القديس إنى أشتهى أن يباركنى رب المجد فقال لى أنك قبل أن تخرج من هذا المكان سوف ترى الرب يسوع فى مجده ويباركك ويتكلم معك أيضآ ولما بلغنا اليوم السابع من شهر أبيب وجدت الأنبا كاراس قد رفع عينيه إلى السماء وهى تنغمر بالدموع ويتنهد بشدة ثم قال لى إن عمودآ عظيمآ قد سقط فى صعيد مصر وخسرت الأرض قديسآ لا يستحق العالم كله أن يكون موطئآ لقدميه إنه القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وقد رلأيت روحه صاعدة إلى علو السماء وسط ترتيل الملائكة وأسمع بكاء وعويلآ على أرض صعيد مصر كلها وقد إجتمع الرهبان حول جسد القديس يتباركون منه وهو يشع نورآ ولما سمعت هذا إحتفظت بتاريخ نياحة الأنبا شنودة السابع من أبيب وفى اليوم التالى أى الثامن من أبيب إشتد المرض على أبينا الأنبا كاراس وفى منتصف هذا اليوم ظهر نور شديد يملأ المغارة ودخل علينا مخلص العالم و أمامه رؤساء الملائكة ميخائيل وغبريال ولفيف من الملائكة ذو الستة أجممنحة وأصوات التسابيح هنا وهناك مع رائحة البخور . وكنت جالسآ عند قدمى الأنبا كاراس فتقدم السيد المسيح له المجد وجلس عند رأس القديس الأنبا كاراس الذى أمسك بيد مخلصنا اليمنى وقال من أجلى يا ربى وإلهى بارك عليه لأنه قد أتى إلى من كورة بعيدة لأجل هذا اليوم فنظر رب المجد إلى وقال سلامى يكون معك يا بمو الذى رأيته وسمعته تقوله وتكتبه لأجل الإنتفاع به أما أنت يا حبيبى كاراس فكل إنسان يعرف سيرتك ويذكر إسمك على الأرض فيكون معه سلامى وأحسبه مع مجمع الشهداء والقديسين وكل إنسان يقدم خمرآ أو فربانآ أو بخورآ أو زيتآ أو شمعآ تذكارآ لأسمك أنا أعوضه أضعافآ فى ملكوت السموات وكل من يشبع جائعآ أو يسقى عطشانآ أو يكسى عريانآ أو يأوى غريبآ بإسمك أنا أعوضه أضعافآ فى ملكوتى ومن يكتب سيرتك المقدسة أكتب أسمه فى سفر الحياة وكل من يعمل رحمة يوم تذكارك أعطيه ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر والآن يا حبيبى كاراس أريدك أن تسألنى طلبة أصنعها لك قبل إنتقالك . فقال للسيد المسيح الأنبا كاراس يا ربى لقد كنت أتلو المزامير ليلآ ونهارآ وتمنيت أن أنظر داود النبى فى الجسد وفى لمح البصر جاء داود النبى وهو يمسك بيده قيثارته وينشد مزموره ( هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به) . فقال الأنبا كاراس إننى أريد أن أسمع العشرة فى دفعة واحدة والألحان والنغمات معآ فحرك داود قيثارته وقال كريم أمام الرب موت أحباؤه وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل وبينما القديس فى إبتهاج عظيم إذا بنفس القديس تخرج من جسده المقدس إلى حضن مخلصنا الصالح الذى أخذها وقدمها وأعطاها لميخائيل رئيس الملائكة ثم ذهبت أنا بموا وقبلت جسد القديس كاراس ... وكفنته فأشار لى رب المجد بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكة بترتيل وتسابيح أمام نفس القديس وتركنا الجسد فى المغارة ووضع رب المجد يده عليها فسارت المغارة وكأن ليس لها باب قط يفتح وصعد الكل إلى السماء بفرح . وبقيت أنا وحدى واقفآ فو هذا الموقع حتى غاب عنى هذا المنظر الجميل ثم أغلقت عينى من شدة النور والمنظر الجميل وعندما فتحت عينى وجدت نفسى أمام مغارة الأنبا أبامود القلاع فأقمت عنده ثلاث أيام ثم تركته وذهبت إلى الأنبا سمعان القلاع ومكثت معه ثلاث أيام أخرى ثم تركته ورجعت إلى جبل شهيت حيث كنيستى وهناك قابلت الأخوة كلهم وقلت لهم سيرة القديس الطوباوى الأنبا كاراس السائح العظيم وكلام قديسنا عن نياح الأنبا شنودة رئيس المتوحدين . وبعد خمس أيام جائت إلينا رسالة من صعيد مصر تقول أن القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين قد تنيح فى نفس اليوم الذى رآه الأنبا كاراس صلوات وشفاعات الأنبا كاراس فلتكون معنا جميعآ آمين صلوا من أجل حقارتى |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الانبا كاراس السائح الانبا شنودة رئيس المتوحدين الانبا بيشوى حبيب مخلصنا الصالح |
الانبا كاراس السائح |
الانبا كاراس السائح |
الانبا كاراس السائح |
الانبا كاراس السائح |