رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فالتَفَتَ فَرأَى تَلاميذَه فزَجَرَ بُطرسَ قال: انسحب! وَرائي! يا شَيطان، لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر " لأَنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر" فتشير إلى مصدر معارضة الناس لتعليمه. فالبشر لا يعملون بإرادة الله التي تحدِّد عمل المسيح، لأنهم ينتظرونه مسيحا بشريا قوميا سياسيا وليس مسيحا متألما مخلصاً للبشر، لان اليهود يرفضون فكرة مسيح متألم. وقد أطلق القدّيس بولس صرخة الإعجاب تجاه أفكار الله "ما أَبْعدَ غَورَ غِنى اللهِ وحِكمَتِه وعِلمِه! وما أَعسَرَ إِدراكَ أَحكامِه وتَبيُّنَ طُرُقِه!" (رومة11: 33). من هنا يبدأ الرب طريقه إلى القدس، مصطحباً معه تلاميذه، داعيا إيَّاهم إلى أن يتقبلوا ليس "يسوع حسب أفكارهم" بل يسوع المصلوب. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " الرّب يسوع يجيب بطرس وكأني به يقول له: "لكن لا، ليس الألم والموت غير لائقَين بي. فالأفكار الأرضيّة تشوّش تفكيرك وتضلّلك. انزع كلّ فكرة بشريّة من ذهنك وأصغِ إلى كلامي من منظار المشروع الذي أعدّه أبي، عندها ستفهم أنّ هذا الموت هو الأمر الوحيد الذي يتناسب مع مجدي. أتعتقد أنّه من المعيب لي أن أتألّم؟ اعلم أنّ مشيئة إبليس هي ألاّ أتمّم هذا المشروع الخلاصي"(العظة رقم 54 حول إنجيل القدّيس متى). |
|